خلص اليوم الدراسي، الذي نظمه منتدى المواطنة حول موضوع «أزمة تدبير مدينة الدار البيضاء بين قواعد الحكامة الديمقراطية ومتطلبات التنمية البشرية المستدامة»، إلى «أن مدينة الدار البيضاء تعيش أزمة تدبير عميقة، وأزمتي ديمقراطية وحكامة مزمنتين أساءتا إلى صورة مجلس المدينة بل وإلى صورة المدينة برمتها. مدينة أدارت ظهرها لمسؤوليتها ووظائفها، واستسلمت لاختلالاتها الهيكلية، التي طالت كل مرافقها وخيمت بظلالها على كل مستويات العيش والمصير المشترك لساكنتها». وإزاء هذا الوضع المقلق وهذا الشلل، دعا المشاركون في هذا اليوم الدراسي، المنظم، مؤخرا، في إطار فعاليات النسيج المدني لتنمية مواطنة الدار البيضاء، إلى مبادرة مستعجلة لوقف نزيف مدينة الدارالبيضاء في أفق إرساء دعائم ومرتكزات مبادرة حقيقية، لإنقاذ المدينة، تتحمل فيها الدولة والمجتمع السياسي والمجتمع المدني كل من موقعه مسؤولياتهم في تجاوب حقيقي مع طموحات ومصالح مواطني ومواطنات مدينة الدار البيضاء. ويأتي تنظيم هذا اليوم الدراسي في سياق استشعار مكونات المجتمع المدني لمسؤولياتها في تحديد أسباب استفحال أزمة الدار البيضاء، وتوسع أعطابها المؤسساتية والسياسية، وتعميق إعاقتها المجالية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية والبيئية، وتردي العلاقات بين مدبريها ومكوناتها ومؤسساتها، وتوسيع الهوة بينهم وبين مواطنيها ومواطناتها ومصالحهم وطموحاتهم وحقوقهم. وقد شارك في مناقشة محاور هذا اليوم الدراسي أساتذة جامعيون وباحثون، صحفيون وأعضاء مجلس مدينة الدارالبيضاء، يمثلون مختلف مكوناته السياسية، وفاعلون جمعويون ومثقفون وفنانون وأطر الجمعيات والمنظمات المكونة للنسيج المدني. وقد توزعت أشغال هذا اليوم الدراسي على أربع جلسات عمل، الأولى تهم أزمة تدبير مدينة الدار البيضاء وقواعد الحكامة الديمقراطية، فيما الثانية تتعلق باختلال وظائف مدينة الدار البيضاء وشروط التنمية البشرية المستدامة. أما الجلسة الثالثة، فتهم هدر إمكانات مدينة الدار البيضاء ومتطلبات المساءلة والمحاسبة، وهمت الجلسة الرابعة موضوع مقومات ومسؤولية الإصلاح الديمقراطي والتنموي لمدينة الدار البيضاء، من أجل مبادرة مدنية لإنقاذ مدينة الدار البيضاء. وتركزت أسئلة المتدخلين حول كيف ولماذا تختل وتضعف وتحرف وظائف المدينة الإنسانية والمدنية والتنموية والحضرية؟ من يقرر في فضاء عيشنا المشترك؟من يدبر المجال المشترك لطموحاتنا ومصالحنا؟ من يحكم مدينتنا ومصيرنا المشترك وكيف؟.