نظم منتدى المواطنة يوم الخميس 17 فبراير 2011، بالعاصمة الاقتصادية، حفل الإعلان عن مبادرة النسيج المدني لتنمية مواطنة الدارالبيضاء، التي يطلقها منتدى المواطنة بشراكة مع عدد من جمعيات ومنظمات وهيئات المجتمع المدني والمجالس المنتخبة والقطاعات الحكومية والمؤسسات الإعلامية والأكاديمية بالدار البيضاء وبتعاون مع مؤسسة المستقبل. وكان كل من مستور عبد العالي رئيس منتدى المواطنة وأحد نواب الرئيس بمجلس المدينة، قدما الخطوط العريضة لهذا البرنامج، الذي تشمل عملياته جميع مقاطعات المدينة العمالية، ويستغرق انجازه سنتين(2010 2012). وفي ذات السياق أوضح رئيس منتدى المواطنة أن النسيج المدني لتنمية مواطنة الدار البيضاء، إطارا مدنيا ديمقراطيا تشاركيا، يتكون من عدد من منظمات المجتمع المدني)الثقافية والحقوقية والاجتماعية والبيئية والتنموية والنسائية والمهنية والإعلامية(، يعمل كفضاء للتشاور والحوار، وكقوة للاقتراح والمبادرة والمرافعة، ومنتدى للتحسيس والتعبئة، وآلية للإعلام والدراسات، ومؤسسة للتكوين والتدريب حول مرجعيات ومقومات الحكامة الديمقراطية المحلية، وتمكين كفاءاتها وتأهيل مؤسساتها. وفي سياق متصل أفاد نائب الأول لرئيس مجلس مدينة الدار البيضاء، أن إطلاق مبادرة النسيج المدني لتنمية مواطنة الدار البيضاء، هو وليد مشاورات استمرت لعدة شهور بين الأطرف الشريكة والمنخرطة، وأنه جاء كجواب على حاجة ملحة باعتبار عدم توفر مجلس المدينة على إستراتيجية واضحة للعمل مع فعاليات المجتمع ومؤسساته، مما يجعل مجلس مقاطعة (مثلا) يعمل في إطار خاص، بحكم غياب خارطة طريق وخطة عمل موحدة، رغم استعداد مجلس المدينة الانخراط في جميع المبادرات المدنية، اقتناعا منه بأن إشراك المجتمع المدني من صميم توجهاته. وأكد المسؤول المنتخب أن الدار البيضاء لها إمكانيات كبيرة، وأن مجلس المدينة يخصص ما يزيد عن أربع مليارات سنتيم لدعم العمل المدني، متسائلا عن أي مجتمع مدني استفاد من هذه المنح؟ وكيف تم تدبيرها؟ بالإضافة إلى أسئلة أخرى كثيرة تنتظر من المناخ الذي ستفرزه مبادرة النسيج المدني لتنمية مواطنة الدار البيضاء، الفضاء الأمثل لتدارس هذه الأسئلة والقضايا في أفق ترشيد الإمكانات للوصول إلى موازنة تشاركية لمصاحبة العمل المدني. وتقدمت الفعاليات الحاضرة في هذا الحفل بملاحظات واقتراحات تتعلق بوظائف النسيج المدني لتنمية مواطنة الدار البيضاء، وأهدافه ومنهجية عمله، ومجمل العمليات التي سينجزها، لتوطيد وتدعيم مشاركة المجتمع المدني في تنمية الحكامة المحلية ومواطنة مدينة الدارالبيضاء. وعلى ضوء النقاش الذي ساهمت فيه فعاليات وجمعيات مختلف مقاطعات المدينة، ذكر رئيس منتدى المواطنة بأهداف النسيج المدني ومختلف عملياته ومبادراته لتنمية المدينة الاقتصادية. وأن النسيج المدني لتنمية الحكامة المحلية، يعتمد في تفعيل مهامه وتحقيق أهدافه على عقد لقاءات للحوار والتشاور والاقتراح والتقييم والمساءلة والمرافعة بين أطر وفعاليات المجتمع المدني بالدار البيضاء، وبين المنتخبين مسيري مجلس المدينة ومجالس المقاطعات والبرلمانيين ومسؤولي مؤسسات الخدمات العمومية حول تمكين الحكامة الديمقراطية المحلية والتخطيط والتدبير التشاركي لبرامج ومشاريع التنمية البشرية المستدامة للعاصمة الاقتصادية. وقد تمت برمجة أربعة لقاءات مع كل من المنتخبين المحليين وممثلي الدار البيضاء في البرلمان ومسؤولي مؤسسات الخدمات العمومية وثمانية لقاءات مع الشركاء والفاعلين المحليين. وسيخصص النسيج المدني أربع دورات تكوينية وتدريبية لفعاليات المجتمع المدني والمنتخبين وأطر الجماعات المحلية والقطاعات الحكومية والإعلاميين، حول مقومات وآليات وأدوات الحكامة المحلية والتنمية البشرية المستدامة والديمقراطية التشاركية والمشاركة المواطنة للسكان. وسينظم النسيج المدني بتعاون وشراكة مع مؤسسة المستقبل ومجلس المدينة ومجالس المقاطعات وهيئات المجتمع المدني ومختلف الفاعلين المحليين حملات للتربية والتوعية والتحسيس في الأحياء وفضاءات ومؤسسات الطفولة والشباب حول مقومات المواطنة ومبادئ الحكامة الديمقراطية والتنمية البشرية المستدامة وثقافة التسامح والتعايش والتضامن بمناسبة الأيام الوطنية والدولية. كما يهدف النسيج إلى تطوير النقاش العمومي حول الحكامة الديمقراطية لمدينة الدار البيضاء من خلال تنظيم أربعة أيام دراسية ومائدتين مستديرتين بشراكة مع المؤسسات الجامعية والإعلامية بين مختلف الفاعلين في تدبير الدار البيضاء وتنميتها حول قضايا الحكامة الحضرية وملفات التنمية البشرية بالمدينة. وسيتم إصدار ستة أعداد من نشرة «مواطنة الدار البيضاء» بصفة دورية، قصد متابعة مسلسل الحكامة المحلية وتعميم نتائج وتوصيات اللقاءات التشاورية والموائد المستديرة على الصحافة الوطنية المكتوبة والمسموعة والمرئية.