تم أمس الخميس، بالحاضرة الكبرى للمغرب، إطلاق "مبادرة النسيج المدني لتنمية المواطنة بالدارالبيضاء" بهدف إنعاش الديمقراطية المحلية والتشاور والحوار وتفعيل مشاركة البيضاويين في تدبير ومتابعة وتنمية عمل المجالس المنتخبة. ويعد هذا المشروع إطارا مدنيا ديمقراطيا تشاركيا، يتكون من عدد من منظمات المجتمع المدني (الثقافية والحقوقية والاجتماعية والبيئية والتنموية والنسائية والمهنية والإعلامية). كما يشكل هذا الإ طار فضاء للتشاور والحوار، وقوة للاقتراح والمبادرة والمرافعة، ومنتدى للتحسيس والتوعية والتعبئة وآلية للإعلام والدراسات ومؤسسة للتكوين والتدريب حول مرجعيات ومقومات الحكامة الديمقراطية المحلية، وتمكين كفاءاتها وتأهيل مؤسساتها. ويعمل هذا النسيج المدني على تنمية الحكامة الديمقراطية المحلية وتفعيل وتنظيم وعقلنة مشاركة المواطنين في انتخاب وتدبير ومراقبة وتطوير الجماعات المحلية، كأهم مؤسسة تنموية ديمقراطية مختصة في تدبير الشأن العام المحلي وتوسيع وتطوير علاقات التشاور والتعاون والشراكة بين المنتخبين المحليين والبرلمانيين ومسؤولي مؤسسات الخدمات العمومية وبين هيئات وفعاليات المجتمع المدني المحلية. ويعتمد النسيج المدني لتنمية الحكامة المحلية في تفعيل مهامه وتحقيق أهدافه على عقد لقاءات للحوار والتشاور والاقتراح والتقييم والمساءلة والمرافعة بين أطر وفعاليات المجتمع المدني بالدارالبيضاء وبين المنتخبين مسيري مجلس المدينة ومجالس المقاطعات والبرلمانيين ومسؤولي مؤسسات الخدمات العمومية حول تمكين الحكامة الديمقراطية المحلية والتخطيط والتدبير التشاركي لبرامج ومشاريع التنمية البشرية المستدامة للعاصمة الاقتصادية. وقد تمت برمجة أربعة لقاءات مع المنتخبين المحليين وأربعة أخرى مع ممثلي الدارالبيضاء في البرلمان ونفس العدد من اللقاءات مع مسؤولي مؤسسات الخدمات العمومية وثمانية أخرى مع الشركاء والفاعلين المحليين. وسيخصص النسيج المدني أربع دورات تكوينية وتدريبية لفعاليات المجتمع المدني والمنتخبين وأطر الجماعات المحلية والقطاعات الحكومية والإعلاميين، حول مقومات وآليات وأدوات الحكامة المحلية والتنمية البشرية المستدامة والديمقراطية التشاركية والمشاركة المواطنة للسكان. وينظم النسيج المدني بتعاون وشراكة مع مجلس المدينة ومجالس المقاطعات وهيئات المجتمع المدني ومختلف الفاعلين المحليين حملات للتربية والتوعية والتحسيس في الأحياء وفضاءات ومؤسسات الطفولة والشباب حول مقومات المواطنة ومبادئ الحكامة الديمقراطية والتنمية البشرية المستدامة وثقافة التسامح والتعايش والتضامن بمناسبة الأيام الوطنية والدولية. ويروم ذات الإطار تطوير النقاش العمومي حول الحكامة الديمقراطية لمدينة الدارالبيضاء من خلال تنظيم أربعة أيام دراسية ومائدتين مستديرتين بشراكة مع المؤسسات الجامعية والإعلامية بين مختلف الفاعلين في تدبير الدارالبيضاء وتنميتها حول قضايا الحكامة الحضرية وملفات التنمية البشرية بالمدينة. وسيتم إصدار ستة أعداد من نشرة "مواطنة الدارالبيضاء" بصفة دورية، قصد متابعة مسلسل الحكامة المحلية وتعميم نتائج وتوصيات اللقاءات التشاورية والموائد المستديرة على الصحافة الوطنية المكتوبة والمسموعة والمرئية. ويضم منتدى المواطنة مجموعة من الشركاء وعددا من هيئات ومنظمات المجتمع المدني الوطنية والمحلية ومجلس مدينة الدارالبيضاء ومجلس الجهة ومجالس المقاطعات ومندوبيات القطاعات الحكومية والمؤسسات العمومية بالمدينة وعدد من مؤسسات القطاع الخاص والهيئات المهنية وجامعتي الحسن الثاني (عين الشق والمحمدية) ومديرية الجماعات المحلية ووكالة التنمية الاجتماعية وعدد من المؤسسات الإعلامية والصحفية.