في إطار فعاليات النسيج المدني لتنمية مواطنة الدار البيضاء، نظم منتدى المواطنة يوم السبت 28 ماي 2011، بتنسيق مع الجمعيات والمنظمات العضوة، اليوم الدراسي الأول في موضوع:« أزمة تدبير مدينة الدار البيضاء بين قواعد الحكامة الديمقراطية ومتطلبات التنمية البشرية المستدامة». ويأتي تنظيم هذا اليوم ، حسب المنظمين، «في سياق استشعار مكونات المجتمع المدني لمسؤولياتها في تحديد أسباب استفحال أزمة الدارالبيضاء، وتوسع أعطابها المؤسساتية والسياسية، وتعميق إعاقتها المجالية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية والبيئية، وتردي العلاقات بين مدبريها ومكوناتها ومؤسساتها، وتوسع الهوة بينهم وبين مواطنيها ومواطناتها ومصالحهم وطموحاتهم وحقوقهم». وقد شارك في مناقشة محاور هذا اليوم الدراسي أساتذة جامعيون وباحثون، صحفيون وأعضاء مجلس مدينة الدارالبيضاء، يمثلون مختلف مكوناته السياسية، وفاعلون جمعويون ومثقفون وفنانون وأطر الجمعيات والمنظمات المكونة للنسيج المدني، حيث توزعت الأشغال على أربع جلسات عمل: أزمة تدبير مدينة الدار البيضاء وقواعد الحكامة الديمقراطية اختلال وظائف مدينة الدار البيضاء وشروط التنمية البشرية المستدامة هدر إمكانات مدينة الدار البيضاء ومتطلبات المساءلة والمحاسبة مقومات ومسؤولية الإصلاح الديمقراطي والتنموي لمدينة الدار البيضاء، من أجل مبادرة مدنية لانقاذ المدينة، وبخصوص الأسئلة الأساسية التي استقطبت المداخلات خلال هذا اليوم فتمثلت في : كيف ولماذا تختل وتضعف وتحرف وظائف المدينة الإنسانية والمدنية والتنموية والحضرية؟ من يقرر في فضاء عيشنا المشترك؟ من يدبر المجال المشترك لطموحاتنا ومصالحنا؟ من يحكم مدينتنا ومصيرنا المشترك وكيف؟ ويمكن إجمال التشخيصات والتحاليل والإفادات التي تخللت الجلسات، في خلاصة مركزية مقلقة للغاية مفادها أن «مدينة الدار البيضاء تعيش أزمة تدبير عميقة، وأزمتي ديمقراطية وحكامة مزمنتين أساءتا إلى صورة مجلس المدينة، بل والى صورة المدينة برمتها». «مدينة أدارت ظهرها لمسؤوليتها ووظائفها، واستسلمت لاختلالتها الهيكلية التي طالت كل مرافقها وخيمت بظلالها على مستويات العيش والمصير المشترك لساكنتها». وإزاء هذا الوضع المقلق وهذا الشلل، دعا المشاركون في اليوم الدراسي إلى مبادرة مستعجلة لوقف نزيف مدينة الدارالبيضاء، في أفق إرساء دعائم ومرتكزات مبادرة حقيقية لانقاذ المدينة تتحمل فيها الدولة والمجتمع السياسي والمجتمع المدني، كل من موقعه، المسؤولية في تجاوب حقيقي مع طموحات ومصالح مواطني ومواطنات مدينة الدار البيضاء.