تنسيقية «حركة 20 فبراير» في طنجة اعتصاما إنذاريا في ساحة «التغيير» في مقاطعة «بني مكادة»، وهي الساحة التي عادة ما تنطلق منها المسيرات التي تنظمها الحركة منذ ما يزيد عن ثلاثة أشهر. وقد هيمنت مواضيع الفساد والرشوة على مختلف حلقات النقاش، وطالب أعضاء الحركة بمحاكمة من أسموهم «رموز الفساد» في المدينة وبعدم إفلاتهم من العقاب. ورافقت عمليةَ هذه «المحاكمة» الرمزية هتافات صاخبة طالبت ب»تطبيق حكم الإعدام في حق هذه الرموز التي ساهمت في انتشار مظاهر الفساد والرشوة داخل المدينة». وقد تجمّع الآلاف من المواطنين في هذه الساحة وتوزعوا إلى مجموعات، كل مجموعة تناقش ملفا من ملفات الإصلاح المطروحة حاليا في المغرب، بينما عمل شباب «حركة 20 فبراير» على تأطير هذه المجموعات. وبدا هذا الاعتصام تطورا جديدا في المسار «النضالي» للحركة، إذ كانت التنسيقية الداعمة للحركة تكتفي بالمسيرات والوقفات الاحتجاجية، قبل أن تنتقل إلى الاعتصامات، والتي تكون عبارة عن حلقات نقاش حول مختلف المواضيع. وقد انضم إلى هذا الاعتصام أنصار ما يسمى «الحركة السلفية»، الذين رفعوا لافتات تطالب ب«إنصاف معتقلي أحداث 16 ماي 2003 وبإطلاق سراحهم». وندد أنصار الحركة ب«التضييقات» التي تمارَس في حقهم، مؤكدين أن مصطلح «الإرهاب» اصطنعته الدولة للقضاء على مظاهر التديُّن داخل المجتمع. وقد لوحظ غياب أعضاء «جماعة العدل والإحسان»، التي تعتبر مكونا أساسيا في تنسيقية «حركة 20 فبراير»، كما أن الجماعة غابت أيضا عن مسيرة أخرى كانت الحركة قد نظمتها في وقت سابق. من جهة أخرى، كانت الهتافات التي تطالب برحيل شركة «أمانديس» حاضرة بقوة خلال هذا الاعتصام وكانت مجموعة خاصة من شباب الحركة تناقش «تغوُّل» هذه الشركة الفرنسية في مدينة طنجة، وما تسبب فيه من معاناة للسكان من خلال فواتيرها المرتفعة، والتي تثقل كاهل المواطنين.