شهدت عشرات المدن المغربية مسيرات شعبية، يوم الأحد 24 أبريل 2011، عرفت مشاركة الآلاف من المواطنين. وطالب المشاركون بإسقاط الفساد وبإقرار دستور ديمقراطي وبمحاسبة المتورطين في إهدار المال العام، وبالحق في الشغل والسكن اللائق، بالإضافة إلى رفع العديد من الشعارات ذات الطابع الاجتماعي والسياسي والاقتصادي. وعرفت العديد من المدن المغربية مسيرات احتجاجية مثل الفقيه بن صالح وبني ملال وطنجة ومراكش وفاس والعرائش والناظور وتطوان والرشيدية ووجدة وأولوز وفاس والحسيمة وأكاديروالمحمدية وآسفي وكرسيف وطانطان ومكناس وزاكورة والقصر الكبير والدار البيضاءوالجديدةوبركانوالصويرة بالإضافة إلى مدريد وباريس. وسجلت مسيرة الرباط التي انطلقت من الحي الشعبي ''العكاري'' إلى غاية محطة الحافلات القامرة وسط المدينة، حضور العديد من التشكيلات الجديدة مثل القيمين الدينيين المطرودين من المساجد، والحركة الأمازيغية والأفارقة المطالبين بتسوية وضعية إقامتهم، والحضور القوي لما يسمى بالسلفية الجهادية، التي طالبت بالإفراج عن المعتقلين الإسلاميين والسياسيين. وقد تجاوبت ساكنة الأحياء الشعبية التي كانت تمر منها المسيرة، خصوصا أنها عبرت عن بعض من مطالبها، في شكل شعارات وكلمات وأغاني. وقد اتسمت المسيرة، التي دعت إليها حركة 20 فبراير، بمشاركة كبيرة للشباب وما يسمى بالسلفية الجهادية والحركة الامازيغية والمجازون والأطر المعطلون، والطبيبات اللواتي ترفض وزارة الصحة تنفيذ قرار قضائي لصالحهن، والعديد من الجهات المطالبة بتحقيق الحقوق الاجتماعية. وقد شارك العديد من القياديين والشخصيات البارزة مثل سعد الدين العثماني وعبد العالي حامي الدين من العدالة والتنمية وأحمد عصيد الباحث الأمازيغي والمعتقلين السياسيين المفرج عنهم (عبد الحفيظ السريتي والعبادلة ماء العينين ومحمد المرواني) بالإضافة إلى النقيب عبد الرحمان بنعمرو والمحامي خالد السفياني والناشط أحمد ويحمان، والقيادي بالاتحاد المغربي للشغل عبد الرحيم الهندوف. وفي الوقت الذي أكدت فيه السلطات المحلية، أن عدد المشاركين في هذه المسيرة حوالي 2500 شخصا، أكد المنظمون أن الرقم وصل إلى 50 ألف شخص. وحسب ما عياينته ''التجديد'' فإن عدد المشاركين تجاوز 30 ألف مشاركا. ووفق تقارير إعلامية قال الفنان الساخر أحمد السنوسي (بزيز)، إنه تعرض لمحاولة اعتداء بسلاح أبيض من قبل مجهول أثناء مشاركته في مسيرة شعبية يوم الأحد 24 أبريل بالدار البيضاء. وقد شارك الآلاف بالمسيرة التي جابت شوارع المحمدية، والأمر نفسه عرفته العاصمة العلمية حيث شارك حوالي 3000 شخص في مسيرة انطلقت من ساحة فلورانس وجابت شوارع الحسن الثاني والسلاوي ومحمد الخامس ثم الشفشاوني، رفعوا خلالها شعارات مطالبة بإصلاح التعليم والصحة واستقلال القضاء وإصلاح الإعلام وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين. وبمدينة تطوان تظاهر العشرات في مسيرة انطلقت من ساحة مولاي المهدي وعبرت شارع الجزائر و10 ماي رفع خلالها المشاركون شعارات تطالب بالإصلاح وبدستور ديموقراطي يستجيب لتطلعات الشعب المغربي وتندد بكافة أشكال الفساد والانتهاكات. وبمدينة العيون خرج متظاهرون في مسيرة بدعوة من التنسيقية المحلية لحركة 20 فبراير، انطلقت من ساحة الدشيرة مرورا بشوارع مكةالمكرمة والقيروان و14 نونبر وأم السعد. وشهدت مدينة وجدة خروج المئات من المتظاهرين في مسيرة جابت أهم شوارع المدينة.. وبفم الحصن التابع لطاطا خرج 2500 شخص رافعين شعارات التغيير. وبمدينة أكادير، شهدت منطقة بنسركاو، مسيرة لأزيد من 3000 مشاركا، والتأمت بمثيلتها القادمة من إنزكان بحوالي 2000 مشاركا في الساحة الكبرى للدشيرة. ورفع المتظاهرون صورا لمن سموهم رموز الفساد كالهمة والماجيدي والشرايبي وآخرين مطالبين برحيلهم، كما رددوا شعارات ذات مطالب اجتماعية وسياسية واقتصادية تمحورت حول إسقاط الفساد ومعاقبة المفسدين. وبمدينة أولاد تايمة، جاب الآلاف من أبناء المدينة شوارع المدينة بميسرة تطالب بمحاربة الفساد، وهي المسيرة التي شارك فيه حوالي ثلاث آلاف من سكان المدينة. ودعا المحتجون إلى تحرير الاعلام العمومي وبالخصوص قناة ''دوزيم''، كما طالب ساكنة المدينة بإصلاحات عدة كالتعليم والصحة ومحاربة الرشوة في الادارات العمومية والقضاء على رموز الفساد على المستوى المحلي . من جهتها، شهدت سيدي إفني وآيت باعمران، وقفة و مسيرة التي دعت إليهما حركة 20 فبراير والتنسيقية المحلية، احتجاجا على تردي الأوضاع بالإ قليم، وطالب المحتجون بإسقاط الحكومة وحل البرلمان ومحاربة الفساد ومحاسبة المتورطين فيه. وبمراكش، شارك في مسيرة الأحد، أكثر من 8 ألاف مواطن مع حضور وازن لعدد من الأساتدة الجامعيين والأطباء والمحامين ، وتكونت في المسيرة 3 مجموعات مفصولة واحدة بعد أخرى، شكلت فيها حركة 20 فبراير الغالبية العظمى ثم حركة باراكا ثم الحركة الأمازيغية التي فضلت الانعزال ورفع الأعلام المميزة لها، في حين كانت ترفع شعارات النصر أثناء مرور أعضاء من حركة باراكا من جانبها تعبيرا عن وحدة المطالب حسب أحد المتحدثين. وشكل ظهور ''حركة باراكا في مظاهرة 24 أبريل بمراكش، إضافة نوعية لمسيرات الأحد الماضي، وكانت وأخرى تطالب بفتح دور القرآن''. وبمدينة الصويرة، تجمع حوالي 200 من الشباب، يوم الأحد الماضي، في وقفة سلمية بمركز سميمو، على غرار المسيرات الشعبية التي انطلقت يومه بمختلف مدن المملكة، مطالبين بمحاسبة ناهبي المال العام، وتعيين لجن تفتيش بالجماعات المحلية، والتوزيع العادل للثروات. وبمدينة بركان، نظمت حركة 20 فبراير بعد عصر الأحد الماضي، مسيرة شعبية بحضور ألفين شخص، وانطلقت المسيرة من ساحة السوق المغطى بحي الأندلس وانتهت بوقفة، تليت فيها مطالب الحركة، وعزمها على مواصلة الاحتجاج إلى حين تحقيق المطالب المشروعة.