انطلقت صباح الأحد 20 مارس 2011 في مدن مغربية مسيرات دعت إلى تنظيمها حركة 20 فبراير للتعبير عن مطالب سياسية وحقوقية واقتصادية واجتماعية. ومرت المسيرات التي نظمت بالرباطوالدارالبيضاءوأكادير وفاس وبني ملالوقلعة السراغنةوالجديدة، في أجواء سلمية، ولم تتخللها أحداث عنف أو انفلاتات، أو أعمال تخريب أو شغب. الرباط: شخصيات حزبية يتقدمون المسيرات وشارك أزيد من 50 ألف في المسيرة التي دعت إليها حركة 20 فبراير، أمس الأحد بالرباط، حيث امتلأ شارع الحسن الثاني بالمتظاهرين من باب الأحد إلى غاية شارع محمد الخامس أمام البرلمان. ولم يسجل أي تدخل لقوات الأمن كما لم تسجل أية أعمال تخريبية أو تحرشات ضد عناصر الأمن. في حين سجلت حالات رفض فيها المتظاهرون شعارات تمس المقدسات حاولت أقليات فرضها دون جدوى. وشارك في المسيرة العديد من التنظيمات الشبابية وشخصيات حزبية ونقابية ونسائية وثقافية وفنية ورياضية وحقوقية، بالإضافة إلى المحامين والأطباء، والجالية المغربية المقيمة بالخارج وعائلات المعتقلين السياسيين، والحركة الأمازيغية، وممثلي العمال والأجراء، وتنسيقيات مناهضة الغلاء.كما عرفت المسيرة مشاركة العديد من التنظيمات المطالبة بحقوق اجتماعية مثل عمال شركة سوناطيكس، وخريجو المعهد الملكي لتكوين الأطر والمجازون المعطلون والأطر العليا المعطلة الذي يطالبون بالتوظيف، وممثلين عن جماعة تزونت الذين طالبوا برحيل شركة ''أقا للذهب''. وتخللت الوقفة العديد من الشعارات، اختلط فيها السياسي والاجتماعي والاقتصادي مثل ''الشعب يريد إسقاط الاستبداد'' و''الشعب يريد إسقاط الفساد''. و عرفت المسيرة مشاركة العديد من القياديين الحزبيين والنقابيين والحقوقيين البارزين . ورفض بعض المتظاهرين تصوير القناة الثانية المسيرة، وبدأ يرددون ''الشعوب كتذبح والدوزيم كتشطح''. وشاركت عائلات المعتقلين السياسيين الخمسة وعائلات السلفية الجهادية مرددين شعارات تطالب بإطلاق سراحهم. وكانت اللجنة المهنية لمهني الصحة حاضرة بغرض إنساني من أجل التدخل إن كانت هناك حالات تستدعي ذلك. الدارالبيضاء: مئات الآلاف ينددون بالفساد وفي مدينة الدارالبيضاء، خرج عشرات الآلاف من المواطنين في مسيرة سلمية انطلقت في الساعة الثامنة والنصف من ساحة النصر بدرب عمر ، ومرت المسيرة بشارع حمان الفطواكي وساحة 20 غشت ثم شارع الحسن الثاني، قبل أن تختتم بساحة محمد الخامس، ومن جملة الشعارات التي رفعها المحتجون الذين اختلفت أعمارهم وفئاتهم وتلاوينهم السياسية ''الجماهير تقول والحل الوحيد ومن بين الحلول حل الحكومة، إسقاط البرلمان، تغيير الدستور، تطهير القضاء وتحرير الأسير''، كما رفع المحتجون شعارات معادية لمن اعتبروهم رؤوس الفساد بمدينة الدارالبيضاء والمغرب بصفة عامة. أيضا طالب المحتجون بإقالة المسؤولين الأمنيين، الذين حملوهم مسؤولية الاعتداء التي تعرض له متظاهرون يوم الأحد 13 مارس المنصرم. ومن جانب آخر، أشار مراسل ''التجديد'' أن صراعات نشبت بين أحزاب سياسية وشباب من 20 فبراير، وصلت إلى حد التعارك بالأيدي، بسبب خلافات حول الشعارات المرفوعة. كما اتهمت حركة 20 فبراير بعض الأحزاب السياسية بمحاولة تسييس المسيرة. أكادير: إطلاق المعتقلين السياسيين ودسترة الأمازيغية وبأكادير، انطلقت حوالي الساعة الحادية عشرة صباحا من انزكان مسيرة سلمية من الساحة المقابلة لسوق ثلاثاء إنزكَان، شارك فيها حوالي 2000 متظاهر، قاطعت حوالي 5 كيلومترات من انزكان في اتجاه أكادير. ورفع المتظاهرون الذين كان أغلبهم من الشباب بالخصوص، شعارات ذات مطالب اجتماعية وسياسية واقتصادية من قبيل المطالبة بإسقاط الحكومة، وحل البرلمان بغرفتيه، ووضع دستور ديمقراطي، ومحاربة الفساد، ومناهضة الإفلات من العقاب، وإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين، ودسترة الأمازيغية، وتعيين لجنة غير رسمية لمباشرة تعديل دستور ديمقراطي غير ممنوح، وإقرار مجانية الخدمات في الصحة والتعليم، والحق في السكن، وتحرير الأسعار، واسترجاع الأموال المهربة. كما طالب المتظاهرون الذين ينتمي أغلبهم إلى شباب اليسار الراديكالي والحركات الثقافية الأمازيغية والمنظمات النقابية وأعضاء من جماعة العدل والإحسان، أيضا بإسقاط ما سموه الفساد ومعاقبة المفسدين والرفع من الأجور وإصلاح القضاء، والقضاء على البطالة، وغيرها من المطالب الاجتماعية والاقتصادية. وقد حط المتظاهرون الرحال بساحة الأمل لتتعالى الأصوات والحناجير هناك بنداءات تعبر عن المطالب المشتركة لشباب وشابات سوس الذين أكدوا أن الإجراءات التي اتخذتها الدولة لا تستجيب لمطالبهم، معلنين عن عدم تراجعهم عن هذه المطالب المشروعة إلا حين تحقيقها. يذكر أن حركة شباب 20 فبراير، سبق وأن نظمت مسيرة سلمية انطلقت من إنزكَان إلى أكَادير يوم 20 فبراير، ثم وقفة احتجاجية يوم 23 فبراير والتي حاصرتها قوى الأمن ومنعتها السلطات، إضافة إلى تنظيم وقفة أخرى يوم 26 فبراير الماضي والتي عرفت تدخلا عنيفا من قبل قوى الأمن ما أسفر عن إصابة 100 مشارك من بينهم 45 شابا سلمت لهم شواهد طبية، فضلا عن اعتقال مجموعة من الشباب خلال هذه المحطات الثلاث قبل إطلاق سراحهم. بني ملال: الطلبة النواة الصلبة وبمدينة بني ملال، انطلقت مسيرة شباب التغيير ببني ملال التي يشكل الطلبة النواة الصلبة فيها على الساعة العاشرة صباحا من ساحة الحرية وسط المدينة القديمة، وجابت شارع الشهيد احمد الحنصالي ذهابا وإيابا. كما لوحظ إنزال قوي لمختلف الأجهزة السرية (من أمن بمختلف مديرياته، وسلطات محلية واستخباراتية)، رافقت سير الشباب دون تسجيل أي احتكاك أو اصطدام إلى حدود منتصف النهار. وقد صبت شعارات الشباب الذين ازداد عددهم شيئا فشيئا ليتجاوز 500 مشاركا تقريبا، مستنكرة غلاء المعيشة (لا اتاي لاسكر ..الجوع نايض في الدار)، و(علاش جينا واحتجينا.. المعيشة غلات علينا)، وأخرى منددة بالفوارق الطبقية الفاحشة (شي علا بغا يطير.. وشي سكن في القصدير)، وثالثة ذات طابع سياسي تتعلق بحل البرلمان، واستقلال القضاء، وإسماع صوت الشعب. ويشار أنه من المتوقع، أن تكون تنسيقية الأحزاب والنقابات والجمعيات قد نظمت بعد زوال أمس وقفة ثانية بساحة المسيرة الخضراء ببني ملال. قلعة السراغنة: ''المجاز بغا خدما باركا من الحكرة الوضع نفسه، عاشته مدينة قلعة السراغنة، حيث انطلقت مسيرة احتجاجية من ساحة كرو حوالي الساعة 11 صباحا من يوم أمس في اتجاه مقر العمالة عبر شارع محمد الخامس قبل العودة إلى نقطة الانطلاقة. وضمت المسيرة حوالي ألف شخص من تنظيمات مختلفة، رفعوا خلاها لافتات مكتوب عليها ''الشعب يريد إسقاط الفساد والاستبداد''، و''البام ديكاج''، و''الشعب يريد حرية وكرامة''، و''الشعب يريد دستور ديمقراطي شعبي''، .. ومن جانبهم، رفع المجازون المعطلون، الذين تجمعوا في آخر المسيرة، لافتات خاصة: ''المجاز بغا خدما باركا من الحكرة''، و''باركا من الشفرة/ جيب الشعب راه خوا''... الجديدة: دعوة إلى محاكمة الفاسدين نفس الأجواء عاشتها مدينة الجديدة، حيث طالب حوالي 1600 شخص شاركوا في مسيرة 20 مارس بالجديدة برحيل الوزير الأول عباس الفاسي وحكومته، وحل البرلمان والمجالس ومحاكمة الفاسدين، ومحاربة الرشوة واقتصاد الريع والإمتيازات، كما طالبت حركة 20 فبراير والهيئات الداعمة لها برحيل فؤاد علي الهمة ، كما رفع المشاركون شعارات طالبت كذلك بإطلاق سراح كل المعتقلين السياسيين والمعتقلين في قضايا وصفوها في شعاراتهم بالملفقة والمفبركة من طرف بعض جيوب مقاومة الإصلاح بالمغرب. المسيرة مرت في جو سلمي ومنظم غابت عنه قوات الأمن التي لم تقترب من المحتجين الذين جابوا شوارع المدينة مرورا بساحة البرانس، ووصولا إلى مكان الإنطلاق بالمسرح البلدي للمدينة، ثم الوقوف أمام البلدية. يذكر أن الوضع عاشته مدن أخرى كفاس والحسيمة.. ومن المرتقب أن تكون مدن أخرى كمراكش والناظور وصفرو قد نظمت مسيرات مماثلة بعد زوال اليوم نفسه. محمد مجاهد، أمين عام الحزب الاشتراكي الموحد: نريد آليات لتوزيع عادل للثروة الوطنية هذا الحراك والصراع الذي يعرفه المغرب، هو جزء من حراك عام يعرفه العالم العربي، أعتقد أن العالم العربي برمته دخل في مرحلة جديدة، انتقل من مرحلة الاستحواذ على السلطة والثروة، وعلى تهميش فآت واسعة من الشعوب العربية، عنوان مرحلتها الجديدة هو التغيير الديمقراطي، نحن الآن فقي المغرب جزء من هذا الفضاء العام العربي، كما أن 20 مارس هي جزء من الدينامية النضالية التي يشهدها الشعب المغربي، بعد انطلاق شباب حركة 02 فبراير، ومطالب هؤلاء هي دستور ديموقراطي يأتي عن طريق حوار وطني، كما أنه في نظرنا الدستور الديموقراطي في الوضع التاريخي للمغرب، هو الملكية البرلمانية التي تعطي صلاحيات الحكم لحكومة ناتجة عن أغلبية برلمانية، بعد انتخابات حرة ونزيهة، ثانيا سلطة قضائية مستقلة، ثم برلمان يلعب دوره الكامل في التشريع والمراقبة، إضافة إلى عملية سياسية سليمة، بأحزاب مستقلة عن الدولة، وبالتداول السلمي لهاته الأحزاب على السلطة ثم ومحاربة الفساد، الذي هو ظاهرة بنيوية وليست معزولة وارتبط منذ الاستقلال بالنظام السياسي الذي كان ولا يزال يعمل على حمايته، وأخيرا نريد لكافة المواطنين الاستفادة من خيرات بلادهم، وأن تكون هناك آليات لتوزيع عادل للثروة الوطنية، حتى يتسع المغرب لحياة كريمة لكافة المواطنين، والقضاء على كل أشكال الفقر والتهميش، ثم الحريات الديمقراطية على كافة المستوي عبد السلام كعواس (ائتلاف مغاربة العالم) : يجب أن نشارك في اتخاذ القرار الأسباب التي جعلت الجالية تخرج في المسيرة هي مساهمتها بالحراك الموجود بالمغرب بخصوص التعديلات وجل المطالب الأخرى المطروحة، إلا أنه قضايا الجالية غير مطروحة في حركة 20 فبراير وعلى صعيد التعديلات الدستورية، والجالية المغربية لا تستفيد من حقها في التمثيلية بالبرلمان، والوزارة المكلفة بالجالية هي مجرد وزارة صورية.ومطالب الجالية تتمثل في المشاركة السياسية والتمثيل في المؤسسات الدولة، وإعادة النظر في علاقة الجالية بالإدارة المغربية، ولا يجب أن ينظر إلى الجالية كمصدر للعملة الصعبة فقط (55 مليار درهم)، ويجب أن نشارك في اتخاذ القرار . عصام الرجواني ( تنسيقية باركا مبادرة شباب ضد الفساد والاستبداد): الشعب المغربي لا يعيش فقط بالخبز أنا كمشارك في المسيرة جئت كرد على الخطاب الملكي هو أنه نضال مستمر من أجل ملكية برلمانية لا داعي للتعديلات الشكلية والصورية التي لا تمس الجوهر والعمق وتمس معانات الشعب المغربي نحن اليوم جئنا لنقول للحاكمين في هذا البلاد أن الشعب المغربي لا يعيش فقط بالخبز ولقمة العيش والملف الاجتماعي وإنما الشعب المغربي كذلك يحتاج للحرية والديمقراطية ويحتاج إلى الكرامة ونحن نقول في حركة براكا أو كمشاركين لا ديمقراطية في مغرب حداثي وديمقراطي بدون ملكية برلمانية. سعد الدين العثماني، رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية:لا تزال هناك ملفات ومستويات أخرى تحتاج إلى إصلاح وجدت تجاوبا في الخطاب الملكي الأخير، عن طريق الإعلان عن هذا الإصلاح الدستوري الجريء، لكن لا تزال هناك ملفات ومستويات أخرى، تحتاج إلى إصلاح على المستوى السياسي، على مستوى تدبير الانتخابات على مستوى مراجعة ملفات المعتقلين السياسيين والمحكومين دون تحقيق مقتضيات المحاكمة العادلة، وأيضا الفساد المالي والإداري المستشري والمحسوبية، هناك ملفات كثيرة تحتاج إلى إصلاحات جذرية، لذلك هذه الديناميكية ديناميكية صحية، نريدها أن تستمر وأن تواكبها إصلاحات حقيقية لنرى مغربا جديدا إن شاء الله محمد المفيدي ، رئيس منظمة التجديد الطلابي: نريد إصلاحات تستجيب وتحترم ثوابت الشعب المغربي منظمة التجديد الطلابي قررت النزول اليوم إيمانا منها بعادلة المطالب المرفوعة لعموم شباب المغرب فكما أكدنا عليه في البيانات المتتالية لمنظمة التجديد الطلابي وخصوصا بيان 19 فبراير وبيان 10 مارس بالفعل هناك مطالب عادلة للشعب المغربي. الشعب المغربي بكل فئاته الآن هو طواق إلى الحرية والعدالة وإلى العيش في كرامة الاجتماعية. قلنا واستبصرنا خيرا بعد الخطاب الملكي 9 مارس وقلنا صراحة في بيان 10 مارس أننا نثمن خطوة فتح ورش الإصلاح الدستوري ولكن ذاك جزء وهناك مجموعة من المطالب للشعب المغربي عموما وللشباب خصوصا. فمقتنعون أننا بتدعيم وتقوية هذا الحراك الشعبي الشبابي خصوصا سنساهم في تحقيق مكاسب لعموم الشعب المغربي مكاسب تحت شعار العدالة والكرامة وبالحرية. الشعارات التي رفعناها قلنا إصلاحات دستورية تستجيب وتحترم ثوابت الشعب المغربي وعلى رأسها سمو المرجعية الإسلامية والوحدة الوطنية والنظام الملكي مع مجموعة من الملاحظات حول طريقة تدبير مع فصل السلط و رفض ممارسة السلطة بالمحاسبة والمساءلة لكن أساسا هناك ملفات فساد والمفسدين ويجب أن تتحمل الدولة صراحة في القطع مع الفساد ومحاسبة المفسدين في كل مكان وإطلاق الحريات العامة والقطع وتدشين مسار تصالحي مع معتقلين سياسيين عموما والمعتقلين الإسلاميين على خلفية في 16 ماي على وجه الخصوص وكذلك المعتقلين السياسيين الخمسة الذين مازالوا بعد أن دعا في خطبة الجمعة إلى نصرة الشعوب العربية بالدعاء