التهمت النيران عددا من دور الصفيح في حي «دوار الكورة»، وسط العاصمة الرباط، أول أمس السبت، بعد أن شب حريق في حدود الساعة الثانية بعد الزوال. وقد أتت النيران على حوالي 15 «براكة»، مما خلّف خسائرَ مادية جسيمة، لكنْ دون أن يخلف الحريق إصابات وسط السكان. وقال شاهد عيان ل»المساء» إن سبب الحريق ناجم عن حادث إجرامي، إذ إن أحد المنحرفين كان ملاحَقا من قِبَل رجال الأمن في الحي، تمكَّن من دخول إحدى الدور الصفيحية، حيث كانت توجد مواد قابلة للاشتعال، وأشعل فيها النار، لصرف أنظار رجال الأمن عن ملاحقته. وقد انتشرت النيران بسرعة وسط «البراريك» المجاورة، ولم يتمكن رجال الوقاية المدنية، بمساعدة المواطنين، من إطفاء الحرائق إلا بعد حوالي ثلاث ساعات. وقد خرج المئات من سكان «دوار الكورة» وحي يعقوب المنصور إلى الشارع للتظاهر ضد المسؤولين، حيث نظموا وقفة احتجاجية طالبوا فيها المسؤولين بالرحيل وبالتعجيل ببناء مركز الأمن، الذي كان مبرمَجا في بقعة أرضية في شارع محمد بن عبد الله، دون أن يرى النور. وقالت مصادر من عين المكان إن عبد الحكيم بنشماس، رئيس مقاطعة يعقوب المنصور، عن حزب الأصالة والمعاصرة، سارع، فور علمه بنبأ اندلاع الحريق، إلى زيارة الحي، لتفقده، إلا أنه ووجه بموجة من الاحتجاجات، مضيفة أن المواطنين الغاضبين حاولوا أن يعتدوا عليه جسديا، لولا تدخل رجال الأمن، الذين وفّروا له الحماية وقاموا بإبعاده عن «أمواج» المتظاهرين، الذين طالبوا بنشماس بالرحيل، مستنكرين تصريحات سابقة له كان قد وصف فيها حي يعقوب المنصور بأنه مكان للجريمة والدعارة والأقراص الصلبة. وكان مجموعة من شباب الحي قد أنشؤوا صفحة على شبكة التواصل الاجتماعي «فيسبوك» بعنوان «جميعا من أجل إدانة تصريحات المدعو حكيم بنشماس ضد سكان يعقوب المنصور»، دعوا فيها إلى الاحتجاج على تلك التصريحات واستنكارها.