تسود حالة من القلق أوساط زوار شارع الحسن الثاني، أكبر شوارع مدينة فاس، بسبب انتشار ظاهرة جانحين يلجؤون إلى «خدمات» كلاب «البيتبول» للاعتداء على بعض المارة. ويقصد جزء كبير من العائلات هذا الشارع للتجول، في ظل غياب فضاءات خضراء بالمدينةالجديدة التي يطغى عليها المجال الإسمنتي. ويبدو أن السلطات الأمنية لا تعير أي اهتمام للظاهرة، بالرغم من صدور مذكرة تمنع استعمال هذا النوع من الكلاب الذي يعرف بشراسته، وهي المذكرة التي تعود إلى حوالي سنتين. وكانت بعض عناصر الشرطة القضائية بالمدينة قد «اكتوت» بعدم تفعيل هذه المذكرة منذ ما يقرب الشهرين، عندما أطلق عليهم أحد المبحوث عنهم في مجموعة «الوحش» بحي المرينيين أربعة كلاب من نوع «البيتبول»، مما فرض على هذه العناصر التراجع عن تنفيذ خطة مداهمة المنزل الذي يختبئ به، واللجوء إلى استعمال «الكريموجين» لإسقاط هذه الكلاب الشرسة أرضا، غير أن المبحوث عنه لاذ بالفرار، وعاد نفس المتهم إلى نفس «اللعبة»، في مرة موالية، وبنفس المنزل. وخلف هجوم هذه الكلاب على عناصر الأمن تمزيق سروال العميد الذي ترأس فرقة التدخل، وبعد هذه المواجهة ألقي القبض على الشخص المبحوث عنه. وتلجأ أغلب المجموعات الجانحة بالمدينة إلى «الاستقواء» بهذه الكلاب، وتنتشر في الغالب في الأحياء الهامشية، لكن أصحابها يتجولون بها في شوارع المدينة، وبالأخص في شارع الحسن الثاني، دون أن يتعرضوا لأي متابعة من قبل دوريات الأمن التي تظل تستطلع الوضع الأمني في المنطقة.