سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مواجهات بين قوات الأمن ومتظاهرين في منطقة «لوداية»بمراكش طالبوا برحيل رئيس الجماعة رئيس الجماعة يقول إن رحيله لن يتم إلا بالطريقة الديمقراطية ويتهم المعارضة بالوقوف وراء ذلك
شهدت منطقة «لوداية»، في نواحي مراكش، أول أمس الأربعاء، مواجهات بين القوات العمومية وبعض المتظاهرين، نتجت عنها إصابات وُصِفت بالبليغة في صفوف الطرفين، بعدما أقدم المئات من المحتجين على قطع الطريق الوطنية رقم 8، المؤدية إلى مدن الجنوب على مستوى قنطرة «واد نفيس» في مدخل الجماعة القروية «لوداية». وبعد رفض الغاaبين كل مساعي الحوار التي وصفوها بالوعود الكاذبة، تدخلت القوات العمومية، المكونة من قوات التدخل السريع وعناصر الدرك الملكي، لتفريق المتظاهرين بالقوة وإفساح المجال أمام حركة المرور، وهو الأمر الذي لم يتقبله الغاضبون وشرعوا في رشق القوات العمومية بالحجارة. بعدما بدأت مسيرة سلمية، جابت شوارع منطقة «لوداية»، لأكثر من ثلاث ساعات، رفع خلالها المتظاهرون شعارات تطالب برحيل رئيس الجماعة القروية، عبد الكريم كشون، من حزب الأصالة والمعاصرة، كما طالب المحتجون بمحاسبته رفقة بعض المتعاونين معه في ملفات تخص «سوء تدبير الموارد المادية للجماعة»، التي تعتبر من بين أغنى جماعات المنطقة، إضافة إلى مطالب أخرى ذات صبغة اجتماعية واقتصادية، مرتبطة بالشغل وبالبنية التحتية، وبتحسين الخدمات الاجتماعية في المنطقة. تحول اتجاه المسيرة، التي قُدِّر عدد المشاركين فيها بالمئات، صوب مقر ولاية جهة مراكش تانسيفت الحوز، للقاء والي مراكش، محمد مهيدية. إثر ذلك، تمكنت القوات العمومية، من ثني المسيرة عن هدفها المنشود في الكيلومتر 3، طريق مراكش، بعد تقديم وعود للمتظاهرين بفتح حوار جدي مع الجهات المعنية. ولدى عودتهم إلى مركز «لوداية»، قرر الغاضبون وضع الجميع أمام أمر الواقع، حينما عمدوا إلى قطع الطريق الوطنية رقم 8، المؤدية إلى مدن الجنوب، بعدما نصبوا «جدارا بشريا» على مستوى قنطرة «واد نفيس»، التي تقع على مدخل مركز « لوداية»، ما تسبب في أزمة حادة في حركة المرور. وقبيل وصول الوالي محمد مهيدية إلى عين المكان، في حدود الساعة الرابعة والنصف مساء، قصد إرجاع الأمور إلى نصابها، وقعت احتكاكات بين عناصر القوات العمومية والمتظاهرين، نتجت عنها حالة من الفوضى عمّت أرجاء مركز «لوداية»، بعدما تفرق الغاضبون في الحقول المجاورة وشرعوا في رشق القوات العمومية بالحجارة من كل الاتجاهات، هذه الأخيرة بادلتهم هي الأخرى نفس الأمر. وقد نتجت عن المواجهات، التي لم تدم طويلا، إصابات في الطرفين وتكسير واجهات سيارات الأمن، لتبدأ عملية الكر والفر بين الطرفين، كما شوهدت سيارات الدرك وهي تلاحق بعض المحتجين في مركز «لوداية» والضيعات المجاورة، تمكنت بعدها من اعتقال 5 أشخاص على الأقل وتفريق باقي المحتجين. كما شوهد محمد مهيدية، والي جهة مراكش تانسيفت الحوز، وسط ساحة المواجهة، وهو يحاول وضع حد لحالة الشغب، بعد تقديم وعود للغاضبين بالجلوس إلى طاولة الحوار مرة أخرى، من أجل مناقشة كل المطالب المقترَحة، لكن «سيل» الحجارة، المتهاوي من كل الجهات، اضطره إلى التراجع. وفي تصريح ل«المساء»، اعتبر رئيس الجماعة القروية «لوداية»، عبد الكريم كشون، أن مطلب إقالته من رئاسة المجلس، الذي يرفعه المحتجون، يتعارض مع الميثاق الجماعي وأن رحيله لن يتم إلا بالطريقة المعمول بها قانونيا، متهما بعض الأعضاء في المجلس بالوقوف وراء ذلك. واعتبر كشون أن بعض المطالب التي يرفعها المحتجون لا تدخل ضمن اختصاصات المجلس الجماعي، موضحا، في السياق ذاته، أن ما يقع في منطقة «لوداية» هو «حملة انتخابية سابقة لأوانها». ويذكر أن لجنة من المجلس الجهوي للحسابات كانت قد حلّت، صباح يوم الثلاثاء الماضي، بالمجلس الجماعي «لوداية» من أجل افتحاص كل ما يتعلق بتسيير الشأن المحلي منذ سنة 2007 إلى الآن، وحددت مهلة أسبوع للمجلس من أجل مدها بكل المعطيات المطلوبة، قصد إعداد تقرير شامل في الموضوع.