عادة ما نأكل الطعام الذي يقع بين أيدينا أو نقوم بتحضيره، دون أن ننتبه إلى قيمته الغذائية أو أهمية مكوناته ومدى تأثيرها على الجسم. وأغلب الناس يعتبرون الأكل وقتا للتلذذ وملء البطن فقط، وأن الدواء هو في الصيدلية فقط. والحقيقة أن الأمر أبعد من ذلك بكثير، ذلك أنه إذا امتلك كل منا ثقافة غذائية صحيحة، يمكن أن نجعل من غذائنا دواء لنا، خصوصا لبعض الأمراض المزمنة وأحد طرق العلاج الرئيسية لها. بيد أن تناول الطعام يجب أن يبنى على ثقافة غذائية تتعلق بقيمة ما نأكل، إذ يحتاج كل منا، خصوصا ربات البيوت والأسرة ككل، إلى الحصول على ثقافة غذائية صحيحة لكي نحافظ على صحتنا وصحة أطفالنا، فعدم وضوح الثقافة الغذائية الصحيحة لدى كثيرين ممن يعانون مشاكل صحية لها علاقة مباشرة مع التغذية كالسكري والسمنة، جعل الكثير ممن يريدون تنحيف أجسامهم يمتنعون عن تناول أغذية مهمة للجسم أو يتبعون حمية قاسية أو الاعتماد كليا على الأدوية بسبب أن أغلبهم يجهل أنه سلوك غذائي غير صحي. نفس الأمر بالنسبة إلى بعض الأمهات اللواتي يبحثن عن تغذية جيدة لأطفالهم فيبالغن في إعطائهم كميات كبيرة من الأكل وتشجيعهم على تناول كل ما يقع أمامهم، بغض النظر عن مكونات هذا الأكل ومدى صلاحيته لأن يكون جزءا من الوجبات اليومية لهم، كإعطائهم الكولا والعصائر المحلاة والحلويات والكثير من الأطعمة واللحوم المعلبة والشيبس مثلا.