أكد البطل المغربي عبد الحق عشيق الحائز على برونزية أولمبياد سيول سنة 1988، والمشرف على تأطير النشء في مدرسة الإخوة عشيق، بأن النتائج كانت مخيبة وأن المسؤولية يتقاسمها المدربون وبعض الملاكمين وفئة من المسؤولين. - ما رأيك كملاكم أولمبي سابق في حصيلة المشاركة المغربية في الأولمبياد؟ < هناك إجماع في المغرب والعالم بأن الحصيلة مخيبة للآمال، الملاكمة المغربية كانت قادرة على جلب ميداليتين على الأقل لكن ما حصل أكد بأن الخلل موجود. - أين يكمن الخلل؟ < في التأطير فالمدرب الروماني حديث العهد بالمنتخب، عين كمدير تقني فإذا به يمارس اختصاصات المدربين، بل إن تقسيم المدربين الخمسة على الملاكمين كان خطأ، حتى أننا كنا نشاهد تعليمات متباينة ومتناقضة، أنا أحمل المسؤولية للإطار التقني الذي عجز عن تدبير بعض المواقف. - مثلا؟ < كيف يخسر المصباحي وهو على بعد ثوان قليلة من الفوز، وكيف يعيش الملاكم العرجاوي إحباطا من جراء سوء «الكوتشينغ»، لقد تابعت نزالا لملاكم صيني كان منتصرا على كوبي بثلاثة نقط، واستطاع أن يحتفظ بالفارق ويفوز بالمنازلة بفضل تعليمات مدربه الصائبة، أما ملاكمونا فكانوا يدخلون الحلبة وعلى وجوههم علامات الحيرة. - ما رأيك في النزال القوي الذي خاضه الملاكم العرجاوي؟ < في قانون الملاكمة فإن حكم الحلبة ينبهك مرتين إذا أخطأت وتجاوزت الضوابط، وفي المرة الثالثة تنال إنذارا وهو ما حرم العرجاوي من التأهيل وبالتالي حرم المغرب من ميدالية، أعتقد أن الملاكم الأمريكي خصم العرجاوي كان ضعيفا جدا، وإذا أردت هزمه عليك الاقتراب منه أكثر ولا تمنحه المسافات. - من هم الملاكمون الذين راهنت عليهم قبل الأولمبياد؟ < إذا كان لي ملاكمون من قيمة المصباحي ومساعد وبوتشوق فإن الأمل يكون كبيرا، على الأقل يمكن التفكير في بلوغ دور الربع، أو النصف لكن ماجرى لا يصدق، ثم إنني أنوه بالملاكم الراشدي الذي كان أداؤه فوق الحلبة جيدا علما أنه انهزم مع بطل العالم. - والمصباحي؟ < أنا لا أحمل المسؤولية للمصباحي بل للمدربين، إنه يملك التجربة اللازمة وعاش أجواء الأولمبياد، لكنه أخطأ أمام خصم إفريقي كان من السهل تجاوزه، كان المصباحي منتصرا وكنت أسمع المدربين يطالبونه بالتقدم نحو الملاكم البوتسواني، وفي الأخير تعرض لنزيف بلكمة وليس بضربة رأسية لأن القبعة الواقية تمنع ذلك. - والتمسماني لماذا لم يستغل تجربته الأولمبية؟ < كان ضعيفا جدا، بل إنني أقول بأن الملاكم أمنيسي كان أفضل منه، لأنه عانى من خلافاته مع المدربين وظل بعيدا عن التركيز. - لكن العديد من الملاكمين عللوا الإخفاق بضعف التحضير ما رأيك؟ < قبل السفر إلى بيكين كنت أسمع وأرى تصريحات ملاكمينا في التلفزيون وكل وسائل الإعلام، وكانوا يؤكدون بأنهم في قمة الاستعداد وأن الأجواء جيدة، لكن بعد كل إقصاء تسمع مبررات متناقضة حيث قال الكثيرون بأن الإعداد لم يكن في مستوى الحدث، على الملاكم أن يتحمل مسؤولياته شأنه في ذلك شأن المدرب والمسؤول، وانا أقول بصدق بأن الرئيس بلحاج وفر كل شيء منح الملاكمين 5 ملايين من السنتيمات ووفر لهم وظائف في الدرك ومكتب الماء الصالح للشرب، إذن الكرة كما يقال في ملعب الملاكمين والمدربين. - والحل للخروج من هذه الوضعية؟ < الحل هو إنشاء أكاديمية للملاكمة من الآن والتحضير المبكر للأولمبياد القادم، بعد حصر لائحة الملاكمين الناشئين في حدود 20 ملاكما من فئة الفتيان، وجعلهم تحت التدريب اليومي النظري والتطبيقي، في إقامة دائمة تتخللها حصص دراسية، في ما يشبه مشروع رياضة ودراسة، مع تعيين مؤطرين في المستوى يمكنون الجيل القادم من معرفة «نوطة» الملاكمة. - لماذا لم يكن عشيق ضمن الطاقم التقني في بيكين؟ < أنا مرفوض من طرف البعض لأنني أقول الصراحة وأعمل أكثر منهم، لو كنت في بيكين لقمت بالواجب، عشيق كعويطة والزاكي مرفوضون لمواقفهم، ولكم أن ترجعوا لما حققته للملاكمة حين كنت مدربا.