امتدت عدوى التجنيس إلى الملاكمين، بعد أن استغل أحد الوسطاء الخيبة التي تسيطر على أجواء الملاكمة المغربية، بعد العودة من بكين بحصيلة باهتة، وجاء تحرك الوسيط المغربي في محيط القلق، خاصة عند الملاكمين الدين يعيشون أقصى حالات التذمر، سواء لإخفائهم في الأولمبياد، أو لعدم مشاركتهم أصلا في الملتقى الرياضي العالمي، وقالت مصادرنا إن مجموعة من الملاكمين قد تلقوا عروضا للسفر إلى الخليج العربي من أجل الدفاع عن أعلام دول أخرى مستعدة لمنح ملاكمينا جوازات سفر عربية، في إشارة للبحرين وقطر، ولم يكشف مصدرنا عن الإغراءات المالية التي قدمت للملاكمين، واكتفى بالقول بأنها تكفي لتأمين مستقبلهم، سيما وأن المقترح كان ينبني على الحوافز المالية ويركز على الملاكمين الذين يعيشون أوضاعا صعبة. وركز نشاط المبشرين بالتجنيس في مرحلة أولى على مدينة الدارالبيضاء، ومنطقة الحي المحمدي عين السبع، والتعامل بسرية تامة مع المقترحات، وأكد عبد الحق عشيق البطل المغربي السابق المشرف على النادي البلدي لعين السبع، وجود أشخاص يحاولون استقطاب الملاكمين نحو دول خليجية، وأضاف بأن الصورة لم تتضح بعد بالنسبة إليه، وأنه اتصل فعلا ببعض الملاكمين وشعر بحجم الغضب الذي يسيطر عليهم، وأكدوا له استعدادهم لدخول المغامرة، بعد إقصائهم من المنتخب الوطني، «أنا لا أتحمل مسؤولياتهم إذا اختاروا التجنيس، ولكن المسؤولية يتحملها من ساهم في الوضع»، وأضاف البطل الأولمبي السابق إن الملاكم عبد الله عتقني أقصي من لائحة المنتخب الوطني رغم أنه بطل للمغرب أربع مرات، وما ينطبق عليه ينطبق بشكل أو بآخر على كل من ظفير وعلاء ولبيدة، الذين ينتظرهم مستقبل زاهر إذا تلقوا الرعاية الكاملة ليشكلوا أمل الملاكمة في أولمبياد 2012، وأبرز عبد الحق الظروف الاجتماعية التي يعيشها ملاكموه الذين ينتمون في الغالب لسيدي مومن والأحياء الهامشية للدار البيضاء. وحمل صاحب الميدالية البرونزية في أولمبياد سيول المسؤولية للطاقم التقني، «من العار أن يسافر مدير تقني روماني إلى بكين ويفرض سيطرته على المدرب الرايس الذي يعتبر أستاذا في الملاكمة، ويهينه في الحلبة، لقد وفر رئيس الجامعة ظروف المشاركة وقدم تحفيزات، الخلل كان ملازما للمنتخب». ولأول مرة يتلقى ملاكمون مغاربة إغراءات بالتجنيس العربي، بعد أن ظلت أوربا وفرنسا على الخصوص سباقة لمنح جنسيتها للملاكمين المغاربة، أبرزهم الملاكم رحيلو الذي كان يملك جواز سفر فرنسي، دون أن يعفيه من جنسيته المغربية، وغيرهم من الملاكمين، بل إن آخر ملاكم تعرض لإغراءات التجنيس في بلجيكا هو البطل نفيل الذي رفض المقترح.