قال الملاكم المغربي هشام نفيل إن تأهل عشرة ملاكمين مغاربة إلى الأولمبياد لا يعني أن الملاكمة المغربية الأقوى إفريقيا، وأضاف في حوار أجرته معه«المساء» أن هناك ملاكمين خدمتهم القرعة. من ناحية ثانية أشار نفيل الذي شارك في أولمبياد أطلانطا وأثينا إلى أن الإدارة التقنية الوطنية لم تمنح الفرصة لملاكمين متميزين للمشاركة في الإقصائيات الإفريقية ليضمنوا تأهلهم إلى الأولمبياد. وقال إن إحراز ميدالية في الأولمبياد لا يتم بالتحضير في شهر أو شهرين وإنما على امتداد أربع سنوات ومواجهة ملاكمين أقوياء للاحتكاك بهم بدل الاقتصار على ملاكمي تونسوالجزائر ومصر. - كيف يقيم هشام نفيل مستوى الملاكمين المغاربة المشاركين في اولمبياد بكين؟ < أولا مشاركة المغرب بعشرة ملاكمين في الأولمبياد لا يعني أنه الأقوى على الساحة الإفريقية لأن هناك من خدمته القرعة ووجد نفسه متأهلا كما هو الشأن بالنسبة لوزن 51 كيلوغرام، إضافة إلى أن الإقصائيات كانت تمنح الثلاثة الآوائل التأهل. فالملاكمين مساعد ومصباحي هما الوحيدان اللذان تأهلا بجدارة، وقد تمكن مساعد من التأهل إلى الدور الثاني في بكين. وأود أن أؤكد أن مجموعة من الملاكمين المتميزين حرموا من خوض الإقصائيات للتأهل إلى الأولمبياد، علما أنهم يتوفرون على مستوى جيد، فقط لأن الإدارة التقنية تعاملت بالعاطفة في اختيار الملاكمين متناسية أن العلم الوطني والدفاع عنه كان يجب أن يوضع في المقام الأول. - وبالنسبة للتحضيرات التي خاضها المنتخب الوطني للملاكمة؟ < أعتقد أن أخطاء ارتكبت بالنسبة للتحضيرات وأنا لا أحمل المسؤولية للجامعة وإنما للطاقم التقني، لأنه من غير المقبول أن يتم الاكتفاء بمباريات أمام ملاكمين من الجزائر أو تونس أو مصر. فماذا سيستفيد الملاكمين المغاربة من ملاكمي هؤلاء البلدان، بالتأكيد لاشيء، وكان على الإدارة التقنية الوطنية أن تقترح خوض معسكرات بكوبا أو رومانيا أو روسيا أو كازاخستان ليكون بمقدور الملاكمين المغاربة الاستفادة بشكل كبير، وحتى يكونوا في قمة الجاهزية لخوض الأولمبياد. كما أنه من المفروض أيضا أن يكون رفقة الملاكمين المغاربة مهيء نفسي ليساهم في إعدادهم معنويا لحدث كبير من حجم الأولمبياد، ويذيب الضغط النفسي الذي يثقل كاهلهم. فالجامعة خصصت تحفيزات مالية مهمة للملاكمين وأنا لا أقول هذا مجاملة لأي كان، ولكنها الحقيقة لأنه تم منحهم تحفيزات مالية وتم توظيفهم وخصص لهم راتب شهري. - وبماذا تفسر أن ملاكمين كانوا يتوفرون على مستوى جيد تراجعوا؟ < لذلك تفسير واحد وهو عدم أخذ الأمور بجدية والتعامل مع الأمور بواقعية، إضافة إلى غياب المتابعة والمحاسبة، فمن المفروض أن تحاسب الإدارة التقنية الوطنية على هذا الأمر، لأن المطلوب أن لا يتراجع مستوى الملاكم ولكن أن يتحسن. وزد على ذلك فالملاكم بدوره ضحية، لأن معظم الملاكمين من أبناء الشعب المقهورين، وعندما ينضمون إلى المنتخب الوطني ليس هناك من يوجههم ويضعهم في الطريق الصحيح، سيما أنهم يتفرغون للملاكمة، فهل يبدو عاديا أن تنحصر حياة الملاكم في التداريب والنوم، فكيف سيكون بمقدوره أن يعي بما يدور حوله. - ما الذي تحتاجه الملاكمة المغربية ليكون بمقدورها إحراز ميداليات في الألعاب الأولمبية؟ < الملاكمون موجودون والمواهب منتشرة في كل أنحاء المغرب، لكن الذي ينقص هو الانضباط كما أن إحراز ميدالية في الأولمبياد ليس رهين التحضير لمدة شهر أو شهرين، وإنما المفروض أن يتم ذلك خلال أربع سنوات، فمثلا لإحراز ميداليات في أولمبياد لندن 2012 يجب أن يبدأ العمل مباشرة بعد الأولمبياد الحالي عن طريق اختيار عدائين شباب وإخضاعهم لمعسكرات تدريبية متواصلة وعلى أعلى مستوى لأن تحضيرات آخر لحظة لن تعطي أكلها أبدا. - أصبحت ملاكما محترفا في بلجيكا، ألا تفكر في العودة إلى المغرب؟ بالتأكيد وتواجدي في بلجيكا سمح لي بنيل شهادات في التدريب كمدرب محترف وهاو، وإن شاء الله من غير المستبعد أن أعود إلى المغرب لأعمل ضمن فريق الجيش الملكي خصوصا أنني لازلت تابعا لسلك الدرك الملكي.