بعد رحلة بحث وتحقيق استغرقت زهاء سنة ونصف، قضت محكمة الاستئناف في مراكش، ليلة أول أمس الثلاثاء، بالحكم على كل من «إدريس» و«عبد الحكيم» بالإعدام، بعد تورطهما في جريمة اختطاف وقتل بشعة، راح ضحيتَها طفل يبلغ من العمر 14 سنة، كان يتابع دراسته في المستوى الإعدادي. كما أدانت المحكمة المسماة «غزلان» ب25 سنة سجنا نافذا، بتهمة المشاركة في الاختطاف والتستر على الجريمة، وحكمت على المسمى «محمد» ب3 أشهر حبسا نافذا، لمشاركته في عملية الاختطاف، باستعمال سيارته. بعد صراعه مع أخته حول مبلغ مالي، فكّر «إدريس» في استرجاع المبلغ بطريقة «سينمائية» على شاكلة أفلام «هوليود»، رغم أن دفاع الضحية استبعد، في مرافعته، أن يخطر هذا «السيناريو» حتى على بال أكبر محترفي السينما في العالم، مستعينا بأخت زوجته «غزلان» وصديقه «عبد الحكيم». طلب «إدريس» من «غزلان» مساعدته في خطف ابن أخته، الذي كان يسمى «أسامة و.»، وطلب فدية «سمينة» من أخته، قدرها 100 مليون سنتيم، مقابل استرجاعه، على أن تحصل «غزلان» على نصيبها الكبير من «الفدية». لم تتردد هذه الأخيرة في قبول ركوب «المغامرة»، لحاجتها الملحة إلى مبلغ مالي، لقضاء أغراض شخصية، حسب قولها. لم يكتف «إدريس» خال الطفل القاصر، بأخت زوجته «غزلان» لتنفيذ مهمته، بل استعان بصديقه «عبد الحكيم»، البالغ من العمر 21 سنة، وقت الجريمة، من أجل ضمان النجاح في المهمة، والذي لم يتردد، هو الآخر، في قبول الاقتراح. تكفلت «غزلان» بالذهاب إلى المدرسة التي كان يدرس فيها الضحية في حي «المسيرة»، قصد التعرف على استعماله الزمني ومحاولة استدراجه إلى السيارة، التي كان «إدريس» و«عبد الحكيم» ينتظرانها داخلها. لم يتردد «أسامة» في اصطحاب خاله «إدريس» ومن معه، في سيارة «محمد»، ظنا منه أن الأمر يتعلق بجولة في المدينة الحمراء، تستغرق ساعة أو ساعتين، إلا أن الأمر لم يكن كذلك بتاتا، فقد انطلقت السيارة في اتجاه منزل مهجور قرب منطقة «المحاميد»، حيث تم «احتجاز» الضحية هناك وتم إبلاغ أمه أنها لن تستعيد ابنها إلا إذا دفعت «فدية» 100 مليون سنتيم. لم تنفع توسلات «أسامة» ولا محاولاته الفرار، حيث كان المسمى «عبد الحكيم» يشدد الحراسة عليه. ومما زاد الطين بلة تعاطي هذا الأخير شرب الخمر، مما جعله يفكر في خنق الطفل «أسامة» حتى الموت، واضعا بذلك نهاية فاقت أفلام أكثر السينمائيين تراجيدية وتسببت في حالة نفسية صعبة لأم الضحية، التي قُتل ابنها على يد أخيها... اقتنعت المحكمة بثبوت جريمة الاختطاف والتعذيب، المؤدية إلى الموت، في حق «إدريس» و« عبد الحكيم» وأدانتهما بالإعدام، كما حكمت على المسماة «غزلان» ب 25 سنة سجنا نافذا وعلى محمد ب3 أشهر حبسا نافذا، في حين تبيَّن للمحكمة عدم مؤاخذة «إلهام»، زوجة «إدريس»، التي اتهمها هذا الأخير، هي أيضا، بمساعدته في تنفيذ جريمته النكراء، وحكمت ببراءتها. وقد جاء اعتقال المتورطين في هذه الجريمة التي استنكرها الشارع المراكشي، بعد التحريات الدقيقة التي أجرتها عناصر تنتمي إلى الشرطة القضائية في المدينة الحمراء، إذ بعد الاستماع إلى عدد ممن لهم علاقة بالضحية، تبيَّن أن تلميذين كانا شاهدين على الاختطاف، ليتم توجه الاتهام إلى الموقوفين، الذين اعترفوا، في نهاية المطاف، بارتكابهم جريمة القتل.