أقدم رجل في الثلاثينات من عمره، ليلة الجمعة الماضي بمنطقة «أولاد سعيد» بإقليم سطات، على خنق زوجته وإضرام النار في جثتها، موهما أبناءه بأن حريقا اندلع بمخزن التبن بالمنزل، لكنه عاد ليعترف لرجال الدرك، ساعات بعد الحادث، بأنه هو من ارتكب الجريمة، بدافع التخلص من الزوجة ليخلو له الجو ويستمتع مع عشيقة يهواها في الدارالبيضاء. إفادة ابنته نجاة، ذات الخمسة عشر ربيعا، لرجال الدرك جعلت شكوك المحققين تحوم حول الأب، يؤكد والد الضحية، مضيفا أنها «قالت للدرك الملكي أن والدها قدم على حين غرة من الدارالبيضاء ليلة الحادث، وأنه اقتحم عليهم باب غرفة النوم وأيقظهم مستعجلا إياهم الخروج وهو يولول، وقالت للدرك إن والدها أخبرهم بأن النيران اندلعت في التبن». ويضيف والد الضحية، في اتصال هاتفي أمس مع «المساء» بصوت مبحوح، أنه يتحمل جزءا من المسؤولية في مقتل ابنته، المسماة قيد حياتها عائشة راكوب، بمطالبتها بالصبر من أجل الأطفال كلما جاءته شاكية إلى المنزل من زوج عابث، يرحل شهورا للعمل في محل للزليج دون أن يعبأ بأولاده الثلاثة. وحسب والد الضحية، فإن رجال الدرك الملكي بسرية سطات أخبروه بأن زوج ابنته اعترف لهم بإقدامه على قتل فلذة كبده وإحراق جثتها بين أكوام التبن. واستخرجت الأسرة صباح أمس شهادة دفن جثة الزوجة بعد أن أحيلت أول أمس السبت على قسم الطب الشرعي للمركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد. وهذا، وظلت الضحية المزدادة سنة 1973 تقطن بمدشر «أولاد عزوز» التابع لقيادة أكدانة بمنطقة «أولاد سعيد» بضواحي سطات، وقد رزقت من زوجها بطفلين وبنت. وحسب أسرة الزوجة الضحية، فإن الهالكة كانت تعيش في منزل بمعية أم زوجها، حياة عصيبة، وتشكو بخل زوجها في الإنفاق على أبنائه وغيابه المتكرر عن المنزل منذ 15 سنة خلت كعامل مياوم في محل للزليج و«لاموزيك». ولم تكن أم الزوج بالمنزل، إذ سبق أن طلب الزوج «القاتل» من أمه التوجه إلى الرباط لزيارة قريب لها، وكان أن غادرت الأم المنزل الأحد الماضي باتجاه الرباط لتبدأ معالم خطة التخلص من الزوجة تلوح في الأفق.