فجر يوم الأحد أول أيام الشهر الجاري كان هناك صوت آخر غير صوت الآذان بمسجد دوار أولاد الرغاي، جاء يخبر المصلين بجريمة قتل ارتكبها ويوجههم لمكان الجثة. المقدم أخبر رجال الدرك، وهؤلاء اعتقلوا الجاني حوالي الساعة السادسة والنصف، وأعلما عائلة الضحية عشرين دقيقة بعد ذلك. ليعيش الدوار الذي يقع بجماعة ميات قيادة أهل الغابة بإقليم قلعة السراغنة طيلة أيام على وقع جريمة لا زالت الألسن تروي حكايات عنها، بطلاها اجتمعا على كأس خمر قبل أن تفرقهما بقوة واحد إلى دار القرار والآخر إلى محطة استقرار. فما الذي وقع؟ في البدء كانت خمرة تجمع كل الروايات التي حصل عليها موقع “نبراس الشباب” أن الشاب الثلاثيني المسمى قيد حياته ( مصطفى الزليقة ) جمعته مع الجاني (بوشعيب. ع، 54 سنة ) جلسات خمر متعددة وطويلة منذ سنوات. فقد ارتبطا بعلاقات وثيقة كما هو حال أسرتيهما. يقول الجاني في تصريحاته، إن الضحية وهو في حالة سكر طافح اقتحم عليه منزله على الساعة الثانية من ليلة الأحد 1/11/2009 وشرع يتلمس بحثا عن زوجته، فصدمه الأمر وبادر المعتدي دفاعا عن عرضه ودون أن يتعرف عليه بضربات متتالية بعصا غليظة تم لحقه بقضيب حديدي موجها لهم الضربات في كل أنحاء جسمه وحتى عندما فر الضحية هاربا من المنزل، طارده و أسقطه تم هوى عليه بجلمود صخري هشم رأسه ليرديه قتيلا. ويؤكد أنه لم يتعرف على الضحية إلا بعد وفاته. الدرك صادر أدوات الجريمة ( العصا مكسرة والقضيب الحديدي، والجلمود الحجري ) والتقرير الطبي نوه بأن الميت لم يكن يعاني صحيا غير الإصابة في رأسه التي أردته قتيلا. لكن أحد المصادر قال للموقع إن زوجة الجاني سافرت قبل ثلاثة أيام من الحادث لمساعدة عائلتها في جني الزيتون بدوار أولاد علي قيادة بني عامر. اليوم خمر وغدا قتل عاقر القاتل والمقتول رفقة شخصين آخرين الخمر طيلة ما بعد زوال يوم السبت 31/10/2009 تم افترقوا وأرجلهم لا تكاد تحملهم. مصدر مقرب من الضحية قال إن الأخير كان بحوزته مبلغ 7000 درهم، ربما أنفق منه على جلستهم الأخيرة هذه. الخمر قد تكون لعبت برأس الجاني عندما استكمل والضحية جلستهما الخمرية بمنزل الأول ليعمد إلى قتله بغية سلبه ماله وهذه رواية أخرى لتفسير الجريمة، يعضدها أصحابها بالتساؤل عن سبب ملازمة الجاني للهالك بعد علمه بهدا المبلغ الذي في حوزة الأخير. كما يستفسرون أين ذهب هذا المبلغ الذي لم يوجد مع الضحية؟ ولماذا لم تبق أي علامات على الجلسة الخمرية مكان حادث القتل فجر يوم الأحد كما روى الجاني؟ مد وجزر بين الجاني والمجني عليه تعرف ساكنة دوار أولاد الرغاي الذي يبعد بحوالي سبع كيلومترات عن مدينة قلعة السراغنة أن أسرتي الطرفين ارتبطا بعلاقات احترام قديمة. حتى مصطفى وبوشتى كانا على ود حتى شهر يوليوز المنصرم الذي شهد أول شقاق بينهما بعد اتهام الضحية للجاني بتحريض إخوته عليه. ساءت العلاقة بين الطرفين وظل كل منها يردد بين زملائه بأنه سيقتل الآخر. وفي تطور مفاجئ تصالح الشخصان يوم الجمعة 30/10/2009 وعاقرا الخمر وعاودا ذلك في اليوم التالي لتشهد ليلة الأحد انطفاء شمعة مصطفى وهبوب رياح قوية على شمعة بوشتى فكانت النهاية يوم الأول من نونبر. هكذا يسدل الستار على جريمة توفرت لها كل الأسباب المشجعة بدوار تنتعش فيه تجارة ” ماء الحياة ” والمخدرات ” والكيف ” وتجارة النارية المسروقة. جريمة ستتحدث عنها الساكنة مدة طويلة لحجم الرعب الذي خلفتها وسطها.