فجر يوم الأحد أول أيام الشهر الجاري كان هناك صوت آخر غير صوت الأذان بمسجد دوار أولاد الرغاي بضواحي قلعة السراغنة، جاء يخبر المصلين بجريمة قتل ويرشدهم الى مكان الجثة. وقد أخبرالمقدم رجال الدرك، الذين اعتقلوا الجاني حوالي الساعة السادسة والنصف، وأعلمت عائلة الضحية بالحادث بعد عشرين دقيقة من وقوعه، ليعيش الدوار الذي يقع بجماعة ميات قيادة أهل الغابة بإقليم قلعة السراغنة على وقع جريمة لا زالت الألسن تروي حكايات عنها، بطلاها اجتمعا على كأس خمر، قبل أن تفرقهما هذه الأخيرة بقوة، واحد إلى دار البقاء، والآخر إلى السجن. تجمع كل الروايات التي تم الحصول عليها، على أن الشاب الثلاثيني «م. ز» جمعته مع الجاني «ب. ع» ( 54 سنة) جلسات خمر متعددة وطويلة منذ سنوات. اجتمعا عليها وتفرقا عليها، فقد ارتبطا بعلاقات وثيقة كما هو حال أسرتيهما. يقول الجاني في تصريحاته للشرطة، إن الضحية وهو في حالة سكر طافح اقتحم عليه منزله على الساعة الثانية من ليلة الأحد 1 نونبر الجاري، وشرع يبحث عن زوجة جليسه، فصدمه الأمر وبادر المعتدي إلى الدفاع عن عرضه، بتوجيه ضربات متتالية له بعصا غليظة، تم بقضيب حديدي موجها له الضربات في كل أنحاء جسمه، وحتى عندما فر الضحية هاربا من المنزل، طارده وأسقطه أرضا ثم هوى عليه بحجر صخري هشم رأسه ليرديه قتيلا. ويؤكد الجاني أنه لم يتعرف على الضحية إلا بعد وفاته. وقد تم حجز أدوات الجريمة التي هي عبارة عن عصا مكسرة، وقضيب حديدي، و حجر. كما أن التقرير الطبي أكد أن القتيل لم يكن يعاني من أي أمراض، و أن الإصابة في رأسه أردته قتيلا. قبل الحادث كانت هناك جلسة خمرية بين القاتل والمقتول إضافة إلى شخصين آخرين. مصدر مقرب من الضحية قال إن الأخير كان بحوزته مبلغ 7000 درهم، ربما أنفق منه على جلستهم الأخيرة، في حين قد تكون الخمرة قد لعبت بعقل الجاني، عندما استكمل رفقة الضحية جلستهما الخمرية بمنزل الأول، ليعمد إلى قتله بغية سلبه ماله. ساكنة دوار أولاد الرغاي، الذي يبعد بحوالي سبعة كيلومترات عن مدينة قلعة السراغنة، تحكي أن أسرتي الطرفين ارتبطتا بعلاقات احترام قديمة الى حين أول شقاق بينهما بعد اتهام الضحية للجاني بتحريض إخوته عليه. ساءت العلاقة بين الطرفين وظل كل منهما يردد بين زملائه بأنه سيقتل الآخر. وفي تطور مفاجئ تصالح الشخصان يوم الجمعة 30 أكتوبر الماضي، وعاقرا الخمر وعاودا ذلك في اليوم التالي. هكذا أسدل الستار على جريمة توفرت لها كل الأسباب المشجعة بدوار تنتعش فيه تجارة «ماء الحياة» والمخدرات و«الكيف». جريمة ستتحدث عنها الساكنة مدة طويلة لحجم الرعب الذي خلفته وسطها.