لم نكد نستفيق من هول الصدمة صباح يوم الخميس الماضي من جراء سماعنا خبر إقدام أحد الأشخاص بالرباط على قتل شخصين بالشارع العام وإصابة آخرين بجروح متفاوتة الخطورة بعد إضرامه النار في منزل أسرته، حتى وصلنا خبر جريمة بشعة أخرى اقترفها شخص بالدارالبيضاء، قام بقتل أخيه بواسطة آلة حادة وأصاب مواطنا آخر. كانت الساعة تشير إلى حوالي الثالثة والنصف بعد الزوال حين تم إبلاغ قاعة المواصلات لأمن عين السبع الحي المحمدي بالدار البيضاء، بوقوع اعتداء قام به أحد الأشخاص في حق أخيه، وفي حق شخص آخر، بكريان البشير زنقة10 رقم الدار36 . نفس البلاغ تلقته قاعة الموصلات التابعة للوقاية المدنية. كان مكان الحادث يعج بسكان الحي والفضوليين من الذين سمعوا بما حدث، لم يكن هناك صوت يعلو على صوت طلب النجدة.. العويل والبكاء ملأ فضاء مسرح الجريمة، لا أحد يصدق أن وحشية الإنسان ستبلغ مداها إلى هذا الحد، وهو أن يقدم الأخ الأصغر على تصفية أخيه الأكبر ويلوذ بالفرار، لمجرد أن نهاه على التطاول بالسب والقذف في حق غيره. وفور وصول الضابطة القضائية والوقاية المدنية، التي وجدت صعوبة في ولوج مكان جثة الضحية، نظرا لصعوبة «المسالك» التي ضاقت بفعل وجود سوق سعيدة المزدحم، والذي تناسلت فيه براريك أعدت لبيع الخضر. وبعد جهد مضن تم نقل الضحية إلى قسم المستعجلات بمستشفى بمحمد الخامس، كما تم نقل الضحية الآخر الذي أصيب على مستوى الرأس بجرح غائر. أبو الهالك كان متواجدا بالمستشفى يدرع ممراته جيئة و إيابا، يلطم وجهه ويتمنى الموت للجاني، بدل الضحية، كما أنه لم يكن يصدق ما حصل، هل فعلا قتل ابنه على يد ابنه الآخر، إنها قصة تعاد، قصة قابيل وهابيل. في منزل أسرة الهالك تجمع النسوة لمواساة أم الضحية وأخواته، كان الزقاق ممتلئا عن آخره. أما بالمستشفى، فقد حضر رجال الضابطة القضائية للدائرة الأمنية التابعة لدار الأمان بعد إلقائهم القبض على الجاني بعد بحث دام زهاء خمس وعشرون دقيقة بحي سعيدة، وهو حي قريب من مسرح الجريمة.. تم فحص جثة الهالك لمعرفة عدد الجروح التي تلقاها، حيث تمت معاينة ثلاثة جروح غائرة، واحدة تحت الإبط الأيسر جهة القلب، وواحد بالجهة اليمنى أعلى الأذن، والثالث في الذراع الأيسر، ليتم نقل الضحية إلى مركز الطب الشرعي لأجل التشريح. في الدائرة الأمنية 35 كان الجاني يجلس بجانب أحد رجال الضابطة القضائية يستفسره عن ملابسات الحادث، غير أنه لم يتوصل منه إلى أي نتيجة، نظرا للحالة التي كان عليها الجاني، فقد بدا وكأنه في شبه غيبوبة رغم تجاوبه مع أسئلة الضابط، حيث لم يفهم أحدا من الحضور ما الأسباب الحقيقية التي دفعته إلى ارتكابه هذه الجريمة الشنعاء. ولصعوبة الوضعية والحالة النفسية التي كان يوجد عليها الجاني أجل رجال الضابطة القضائية البحث مع الجاني، في ما تمت مواصلته مع باقي الأطراف، سواء الضحية الثاني و أفراد أسرته والشهود. وحسب مصادر أمنية فللجاني حوالي أربعة سوابق جلها من أجل العنف ضد الأصول.