الرباط : عادل تشيكيطو بدا شارع باتريس لومبا بحي حسان في الرباط هادئا صباح يوم الخميس الماضي إلا من تحركات رجال الأمن و رجال القوات المساعدة الذين طوقوا الشارع ،و اتخذوا كل الإجراءات الاحترازية اللازمة لمنع الوقفة التضامنية الترحمية التي كان سينظمها أصدقاء وأقارب مهدي حلافي أحد ضحايا مجزرة الرباط التي نفذها الملقب ب» مول الكلب « قبل أسبوع. وقد بدت عيون رجال الأمن شاخصة في كل من شكوا في قدومه نحو الشارع وبالضبط قرب مؤسسة الخوارزمي التي كان يدرس بها الطالب (الضحية) المهدي، وكانوا كلما بدت لهم مجموعة تتكون في زاوية من الشارع فاق عدد أفرادها ثلاثة أشخاص إلا ويسارع نحوها أحد أفراد الأمن طالبا منها إخلاء المكان. وحسب مصدر أمني فإن تعليمات صارمة من السلطات المحلية أمرت بعدم السماح بعقد الوقفة التي كان يزمع تنظيمها بالمكان المذكور، معزيا الأمر إلى أسباب أمنية صرفة. وأكد مصدر مقرب من عائلة الفقيد «المهدي» أن أباه وعمه توجها أيام قبل الخميس نحو ولاية الرباط وأودعا طلبا بعقد وقفة ترحمية على ضحايا «مجزرة الرباط»، ثم تفاجأ الأب بعد مرور ساعتين على إيداعه للطلب بمكالمة هاتفية من ولاية الرباط تخبره بمنع الوقفة. وهو ما أثار استغراب العائلة وأصدقاء المهدي والمتعاطفين معه، والذين كانت لهم المبادرة في الدعوة لهذه الوقفة . حيث تداول العديد من الطلبة زملاء أصغر ضحايا سعيد «مول الكلب « فكرة الدعوة إلى وقفة ترحمية ، وحث بعضهم البعض على إحضار الشموع و الورود من أجل وضعها في المكان الذي لفض فيه المهدي أنفاسه الأخيرة. وكان حادث وفاة المهدي أحد أبرز المواضيع التي تناولها بتأثر شديد مجموعة من رواد موقع « فايس بوك « خصوصا من الزاوية الأمنية ، إذ أكد العديد من الطلبة في معهد الخورزمي أن ما تعرض له المهدي هو حلقة من سلسلة الرعب التي يعيش أطوارها الطلبة من قبل مجموعة من المنحرفين الذين يعرضونهم للابتزاز. وترك الحادث المأساوي الذي عاشه حي حسان بالرباط والذي خلف ثلاثة قتلى وخسائر مادية فادحة استياء كبيرا لدى عموم المواطنين نتيجة إقدام شاب مضطرب عقليا يدعى حسن. ويبلغ من العمر حوالي 28 سنة على طعن عدة أشخاص بشارع باتريس لومبا.وقد أودى الحادث المذكور بحياة 3 أشخاص من بينهم المهدي الطالب بمؤسسة خاصة بالأقسام التحضيرية و رجل أمن خاص ترك وراءه زوجة وعائلة يتكفل بها ورضيعة لم يمض على ولادتها سوى 13 يوما قبل مقتله، ووزير مفوض سابق بوزارة الخارجية توفي متأثرا بجروح ناتجة عن اصطدام سيارة مرفقه بسيارة كان قد سرقها الجاني.ولم تقف اعتداءات الجاني عند هذا الحد بل تمادى في عربدته وأقدم على اعتراض مجموعة من الأشخاص بالشارع العام و أصاب ثلاثة أشخاص آخرين بجروح بإصابات متفاوتة الخطورة، وهم طبيب ومواطن من دول جنوب الصحراء وآخر من جنسية فرنسية، وكلفت هذه الإصابات البعض منهم المثول للعلاج الاستعجالي لمدة أسبوع، حيث تم إجراء عملية جراحية للمواطن الفرنسي على مستوى البطن, فيما لا يزال المواطن من دول جنوب الصحراء والطبيب تحت المراقبة الطبية. كما قام فور ارتكابه لجريمته بالاستيلاء على سيارة من نوع «ستروين»من سيدة كانت تتأهب لمغادرة المكان حيث أشهر في وجهها السكين وأرغمها على النزول من السيارة ثم دفعها بعنف وهرب بسيارتها في اتجاه حي أكدال ليصطدم بسيارة من نوع «جاكوار», مما ألحق أضرارا مادية بالسيارتين وإصابة مرافق سائق السيارة (الوزير المفوض السابق)، هذا الأخير الذي أصيب بجروح خطيرة وأزمة نفسية نقل على إثرها إلى قسم المستعجلات ولقي حتفه هناك.وكان الجاني قد أضرم النار في منزل عائلته الموجود غير بعيد عن مسرح الجريمة, ثم أخذ سكينا وخرج في حالة هيجان إلى الشارع العام, قبل أن تتمكن مصالح الشرطة بولاية أمن الرباط من إيقافه وإخضاعه للحراسة النظرية ثم سلم إلى قاضي التحقيق بملحقة محكمة الاستئناف بسلا فقرر إيداعه، بالسجن بعد أن وجهت له النيابة العامة تهما تتعلق »بالقتل العمد ومحاولة القتل وإلحاق خسائر بملك الغير والسرقة الموصوفة وإضرام النار«، بعد أن استجوبه بقتل ثلاثة أشخاص، وتسديد طعنات لهم. كما أمر بعرضه على «الخبرة الطبية»، للتأكد من نوع الاضطرابات العقلية التي يعاني منها والتي ستحدد نتائجها العلمية طبيعة المواد التي تعاطاها الجاني قبل الحادث. وسيعرض المدعو «مول الكلب» على قاضي التحقيق من جديد في بحر الأسبوع المقبل، لتعميق البحث معه في الجرائم المنسوبة إليه. وفي سياق متصل، أكد مصدر مطلع بأن الجاني تجاوب مع الأسئلة التي وجهها له المحققون بشكل عادي دون أن يكشف عن الدوافع التي جعلته يقدم على ارتكاب جرائمه، حيث أفاد، حسب نفس المصدر، أنه استيقظ صباح الحادث وأشعل سيجارة دخنها، قبل أن يضع المدية تحت ملابسه ويحرق المنزل لينتقل مباشرة بعد ذلك لتنفيذ قراره بقتل كل من يجده في الشارع، كما صرح بأن المدية كانت ترافقه وأنه يحتفظ بها لكي ينتقم ممن يحاول اعتراض سبيله.