تحتضن الدارالبيضاء من 15 إلى 18 يونيو المقبل، الدورة الأولى لمعرض النقل الطرقي لبلدان حوض البحر الأبيض المتوسط «سوليترانس المتوسط» وسط تضارب الآراء بين المهنيين حول الجدوى من تنظيم هذا المعرض في الوقت الذي سبق للمهنيين أن نظموا نهاية السنة الماضية معرضهم الخاص بهم، وفي الوقت كذلك الذي ستؤدي الشركات الأجنبية مساهمتها من أجل المشاركة في المعرض في فرنسا عوض المغرب، كما أن الشركات المغربية الراغبة في المشاركة في المعرض يتعين عليها أن تدفع ثمن مشاركتها إلى شركة فرنسية. وأوضح المنظمون خلال ندوة صحفية عقدت يوم الثلاثاء بفندق بارسيلو بالدارالبيضاء، أنهم يسعون من وراء تنظيم هذا المعرض الذي سيعرف مشاركة حوالي 150 عارضا مغاربة وأجانب من مصنعي العربات وموزعين وبائعي التجهيزات وشركات الخدمات، إلى جعل المعرض نفسه واجهة لعرض الإبداعات والخبرات الصناعية المغربية، وموعدا هاما لقطاع الشاحنات في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط، بهدف تبادل الخبرات والتجارب خاصة في قطاع «الوزن الثقيل». وأوضح عادل الزايدي، رئيس المجموعة المغربية للوزن الثقيل وهياكل السيارات، أن هذه التظاهرة تشكل مناسبة سانحة لمهنيي القطاع المغاربة للاطلاع على التجارب الأخرى خاصة التجربة الفرنسية التي راكمت خبرة تزيد عن عشرين سنة. وأضاف أن قطاع النقل، وخاصة الوزن الثقيل وهياكل السيارات بالمغرب، عرف تطورا ملحوظا في السنوات الأخيرة، فضلا عن تشغيله لعدد مهم من الأيدي العاملة، مشيرا إلى أن القطاع عرف كذلك انخفاضا ما بين سنتي 2009 و2010 بسبب الأزمة المالية العالمية. غير أن عادل الزايدي لم يرغب في الكشف عن القيمة المالية التي يمكن أن تتحملها الشركات الراغبة في المشاركة في هذا المعرض والتي قد تصل إلى الملايين من أجل عرض بضاعتهم، إذ حددت على سبيل المثال قيمة حقوق التسجيل في 3000 درهم والتأمين الإجباري في 40 درهما عن كل متر مربع، فضلا عن 20 ألف درهم من أجل حق التعريف بالشركة عند مدخل قاعة المعرض، و10 آلاف درهم لإشهار العلامة التجارية للشركة في مخطط المعرض الرسمي، فضلا عن مصاريف أخرى، وهو الأمر الذي دفع بعض المهنيين إلى التعبير عن استيائهم من ارتفاع مثل هذه المصاريف التي ستثقل كاهلهم خاصة في ظل الأزمة الحالية التي يعرفها القطاع. ومن جانبه قال شفيق رشادي الكاتب العام للمجموعة المغربية للوزن الثقيل وهياكل السيارات، إنه ليس هناك أي مانع من تنظيم معرض آخر على اعتبار أن المعرض الذي نظم نهاية السنة الماضية كان يهم اللوجستيك بشكل خاص وبأن هذا المعرض الذي سينظم في شهر يونيو ليس وليد اليوم وإنما تم التفكير فيه والتهييء له منذ 2009، مشيرا إلى أن هذا المعرض، الذي من المرتقب أن يستقطب أزيد من 20 ألف زائر مهني مغاربة وأجانب، يعد ثمرة شراكة بين الفيدرالية الفرنسية والمجموعة المغربية للوزن الثقيل وهياكل السيارات.