نظم العشرات من الشباب المعطل بمنطقة ملوسة، بإقليم فحص أنجرة بطنجة، وقفة احتجاجية الثلاثاء الماضي، أمام مصنع «رونو نيسان»، بعدما تماطلت الشركة في تشغيلهم رغم وعودها المتكررة، وتنكرها لجلسات الحوار التي كانت تعقدها مع ممثلي الشباب في المنطقة. وقال بيان للجمعية إن سلطات عمالة فحص أنجرة تعاملت بشكل غير مسؤول مع هذا الاحتجاج، وذلك عبر تحذير المحتجين وذويهم بأن التظاهر أمام الشركة سيجعلهم عرضة للسجن 10 سنوات. وكان أغلب المحتجين من الذين انتزعت أراضيهم في المنطقة من أجل إقامة مشاريع عامة، غير أنهم وجدوا أنفسهم في النهاية خارج عملية التشغيل. وقالت مصادر من عين المكان إن عناصر من الدرك الملكي والقوات المساعدة وأعوان السلطة والمخبرين، انتشروا بشكل مبالغ فيه في جميع المداشر وبدؤوا يسحبون بطاقات تعريف الشباب الذين كانوا يرغبون في المشاركة في الاحتجاجات، رغبة في ترهيبهم. ورغم حالة الذعر والخوف التي تم بثها وسط أهالي المحتجين، إلا أنهم لم يترددوا في الخروج والمطالبة بحقوقهم المغتصبة، وفق ما قالته مصادر من المنطقة. ورفع المتظاهرون شعارات تنديدية بمسؤولي شركة «رونو نيسان» حيث رفع المحتجون شعارات تكشف حقيقة تعامل هذه الشركة مع شباب المنطقة، وهو تعامل يوصف بأنه عمل على «خداع المئات من أبناء المنطقة بعدما تم إيهامهم بالعمل في هذا المشروع، غير أن كل تلك الوعود ذهبت أدراج الرياح. من جهة أخرى، لم تفض الحوارات التي قادها ممثلو الشباب المعطل مع مسؤولي الشركة لأي شيء سوى مزيد من الوعود. ويحمّل المعطلون بمنطقة فحص أنجرة السلطات المحلية والمنتخبين مسؤولية الأوضاع التي يعيشونها، والتي قالوا إنها تزداد تفاقما، ويؤكدون أنهم مستمرون في الدفاع عن حقوقهم حتى يتم تحقيقها. ويعاني المئات من شباب وسكان منطقة عمالة فحص أنجرة من تهميش مبالغ فيه في مجال التشغيل، رغم أن الأراضي التي تقام فيها المشاريع انتزعت منهم، حيث تقوم مكاتب تشغيل في الرباط والدار البيضاء بجلب أيدي عاملة من مناطق بعيدة، وذلك لأسباب مشبوهة، وفق ما يقوله السكان.