عاد «رفاق» عمر الجزولي، العمدة السابق لمراكش، إلى تسيير المدينة بعدما «طردوا» من باب المجلس الجماعي الواسع. جاء ذلك بعد انتخاب المحجوب رفوش، الملقب ب«ولد العروسية» عضوا جديدا بالمكتب المسير لمجلس مدينة مراكش، خلال دورة المجلس الجماعي، التي عقدت مساء أول أمس الخميس. وقد حصل رفوش على 71 صوتا من أصل 82 صوتا، في الوقت الذي اختار مستشارو حزب العدالة والتنمية، الذي خرجوا إلى المعارضة، الجلوس في مقاعدهم ورفض التصويت. ولم ينافس «ولد العروسية»، الذي اختار اللون «البرتقالي» رمزا للتصويت عليه، أي أحد من المستشارين، وهو الأمر الذي أثار «غضب» بعض المستشارين المحسوبين على «البام»، الذين فهموا «السيناريو»، ورفضوا المشاركة في «إخراجه»، وذلك بالتصويت لصالح «ولد العروسية»، وهو ما تجسد في فرز 11 ظرفا لم يتم العثور بداخلها على الورقة البرتقالية. وبالرغم من امتناع مستشاري العدالة والتنمية عن التصويت، أعلنت فاطمة الزهراء المنصوري، عمدة مراكش، انتخاب المحجوب رفوش، ممثل حزب الاتحاد الدستوري الوحيد داخل المكتب المسير لمجلس مدينة مراكش، نائبا رابعا، خلفا للكاتب الجهوي لحزب العدالة والتنمية محمد العربي بلقايد، الذي تمت إقالته إثر تصريحات أدلى بها للإعلام، انتقد فيها أداء المجلس، لتنتهي الجلسة، وتنتقل عمدة مراكش من المنصة التي كانت تجلس فيها صوب مقعد النائب الرابع الجديد، وتصافحه، وتلتقط صورة جمعتها بعمر الجزولي العمدة السابق و«ولد العروسية». وجاء انتخاب المحجوب رفوش، ممثل حزب الاتحاد الدستوري، الحزب الذي كان بالأمس خارج تحالفات حزب الأصالة والمعاصرة، ليصبح اليوم أحد أقطابه «بقدرة قادر»، عن طريق «التقاط» مستشاري حزب «التراكتور» رسائل فؤاد عالي الهمة، مؤسس الحزب، التي أكد فيها أنه يتجه نحو خلق تحالف مع القطب الليبرالي، الذي يمثله حزب الاتحاد الدستورين وحزب التجمع الوطني للأحرار، وهو ما فهم منه مستشارو حزب «التراكتور» بأنه رسالة للتصويت على ممثل حزب «الحصان»، بعد تمثيلية حزب الحمامة داخل المكتب، الذي ترأسه فاطمة الزهراء المنصوري. ولم يصدق متتبعون كيف أصبح الحزب، الذي قال عنه ممثلي حزب الأصالة والمعاصرة إنه مسؤول عن حالة النزيف و»الفساد» التي عاشتها مراكش، حليفا ومساهما في تسيير مراكش اليوم، وهو ما سيكون الورقة التي سيستغلها إسلاميو العدالة والتنمية لتأكيد الاتهامات التي ما فتئت توجهها قيادة حزب بنكيران للأصالة والمعاصرة. وقد كان من المفترض أن تناقش الدورة العادية لمجلس مدينة مراكش 24 نقطة مدرجة ضمن جدول الأعمال، وعلى رأسها طلب قرض من صندوق التجهيز الجماعي من أجل إنجاز مشاريع تنموية مبرمجة ضمن المخطط الجماعي لتنمية المدينة الحمراء، إلا أن عدم مناقشة كل هذه النقط داخل اللجن أجلها إلى موعد لاحق، باستثناء النقطة المتعلقة بإعادة انتخاب العضو الرابع للمجلس، بعد إقالة العربي بلقايد عن حزب العدالة والتنمية في الدورة السابقة. واعتبرت مصادر «المساء» أنه لا يعقل للمجلس، الذي عاب على الجزولي «إثقال» كاهل المجلس الحالي بالديون القيام بالمثل، وترك حصيلة ثقيلة للمجالس المقبلة، في ظل ارتفاع مداخيل المجلس الحالي.