تظاهر مئات المواطنين من سكان «بلوك بام» في دار بوعزة، أول أمس، أمام مقر البلدية، احتجاجا على ما أسموه «الأوضاع المزرية» التي يعيشونها في مساكن شُيِّدت في بداية ستينيات القرن الماضي، كما أن هذه المساكن جد ضيقة ولا تتعدى مساحة المسكن الواحد 48 مترا مربعا وهي غير مزودة بالماء الصالح للشرب. وحمل المحتجون خلال هذه الوقفة صور الملك محمد السادس والأعلام الوطنية ولافتات كُتِب على بعض منها: «حي بام منسي مطمور ومع الحملات الانتخابية جلي مذكور».. في إشارة إلى «الوعود» التي يتلقونها حول تحسين وضعيتهم من طرف بعض السياسيين خلال الاستحقاقات الانتخابية، دون أن يفُوا بها بعد فوزهم بمقاعد، سواء في البرلمان أو في الجماعة. وردد المحتجون شعارات غاضبة جاء فيها: «هذا عار، هذا عارْ، لا ماء ولا واد حار»، « و«يا شكري يا مسؤول، هاذ الشيء ما شي معقول» الوقفة حق مشروع وشكري مالو مخلوع». وكادت الأمور تتطور إلى الأسوأ عندما حضر صحافي من جريدة «الصباح» إلى مكان هذه الوقفة، إذ «حاصره» المحتجون ووجهوا له عدة انتقادات حول «لامبالاة» الجريدة بمشاكل المواطنين في هذه المنطقة، رغم أن رئيس تحريرها يتحدر منها. وكان باشا بلدية دار بوعزة، كمال رحو، وقائد ملحقة قيادة دار بوعزة، محمد بلولي، والحسن أباكو، رئيس المركز المؤقت للدرك الملكي لدار بوعزة، قد حاولوا في البداية اعتراض المحتجين قبل وصولهم إلى مقر البلدية. وذكر مصدر مطّلع أن مسؤولي السلطات المحلية دخلوا في مفاوضات مع المحتجين، لإلغاء وقفتهم الاحتجاجية، اعتبارا للظرفية التي تعيشها بعض الدول العربية، ووعدوهم بأن الجهات الوصية ستعمل على إيجاد حلول لمشاكلهم، غير أن المحتجين رفضوا الانصياع للمسؤولين المحليين وواصلوا مسيرتهم الاحتجاجية في اتجاه مقر البلدية، فيما اشتكى بعض المحتجين من تعرضهم إلى «وابل من السب والقذف والكلام النابي من طرف رئيس مركز الدرك الملكي». واضطر رئيس البلدية، عبد الكريم شكري، المحسوب على «الأصالة والمعاصرة»، إلى «الفرار» سرا من الباب الخلفي لمقر البلدية، لتفادي أي احتكاك بالمحتجين، خاصة أن المعني بالأمر كثيرا ما تعهَّد بحل مشكل هؤلاء المتضررين أثناء حملاته الانتخابية. وأشار بعض المحتجين في هذا السياق كيف أن شكري وعدهم بتسوية الوضعية القانونية لمجمعهم السكني، عبر تسليمهم البقع الأرضية مباشرة بعد اقتنائها من لدن إدارة الأملاك المخزنية في الدارالبيضاء إلا انه أخلف وعده. ولدى وصول المحتجين إلى مقر البلدية، ذكر مصدرنا، شوهد رئيس البلدية، عبد الكريم شكري، «يهرب» من الباب الخلفي. ودخل عامل إقليم النواصر، الخطيب الهبيل، على الخط في هذه القضية، حيث قام بزيارة تفقدية لسكان «بلوك بام»، لتهدئة الأجواء، غير أن المثير في هذه الزيارة هو أن العامل فاجأ السكان المتضررين عندما قال لهم: «أنتم محظوظون، لأنكم تسكنون في منطقة سياحية جميلة على مرمى حجر من الدارالبيضاء». وحسب مصدر مطلع فإن باشا بلدية دار بوعزة تلقى أوامر من رؤسائه من أجل تلطيف الأجواء لكي تتأتى له السيطرة على المحتجين وخاصة النساء، اللواتي دخلن مع الباشا في نقاش حول وضعيتهن قبل أن يعدهن بإخبار عامل الإقليم النواصر من أجل التسوية النهائية للحي المذكور الذي توجد بيوته في حالة مزرية، بل إن جل المنازل أصبحت آيلة للسقوط بين عشية وضحاها. كما تحدثت مصادر أخرى عن كون الإدارة، بإيعاز من بعض المنعشين العقاريين، تخطط منذ مدة لترحيل سكان هذا الحي إلى منطقة «الخيايطة»، لأن الوعاء العقاري الذي يقع فوقه أصبح محل مضاربات عقارية بين هؤلاء المنعشين العقاريين. يذكر أن هذه الوقفة الاحتجاجية هي ثاني وقفة في أقل من شهرين ينظمها هؤلاء المتضررون أمام مقر البلدية للمطالبة بحل مشاكلهم، دون أن يجدوا مخاطَبا من المسؤولين المحليين.