شكك مواطنون من منطقة لهراويين في جدية الاعتصام المفتوح أمام مقر الجماعة القروية لهراويين التابعة لإقليم مديونة بولاية الدارالبيضاء الكبرى، أياما قبل حلول وفد وزاري وأمني رفيع المستوى أعقبته حملة هدم طالت مساكن ومخازن شيدت بطريقة غير قانونية فوق أراضي فلاحية غير مجهزة. وقال أحد سكان دوار «المديوني» بالمنطقة إن مجموعة من المساكن العشوائية نبتت ليلا بمناسبة تغيير قائد المنطقة بقائد جديد، في إطار حركة تنقيل لرجال السلطة. وشهدت مداشر «دوار بوسلهام ودوار»ولاد العربي» و «ولاد زهرة» و»دوار الحاج صالح» ودوار المديوني 1 و2 ودوار ولاد غانم زيادة في عدد البنايات العشوائية، حسب ما أكدته مصادر جمعوية، مشيرة إلى أن سيدة ملقبة بالحاجة الكشكاشية شيدت مساكن على مساحة 400 متر بدوار الحاج صالح، وأن امرأة أخرى ملقبة بالصحراوية شيدت أكواخا على مساحة 500 متر بدوار ولاد غانم، موضحة أن «ثمن الكوخ يتراوح ما بين 15 ألفا إلى 20 ألف درهم، وأن بعض أعوان السلطة متواطئون في العملية، بغضهم الطرف عن عمليات البناء». ووفق مصادر متطابقة من منطقة مديونة والمجاطية فإن رئيس المجلس الإقليمي لعمالة إقليم مديونة أقدم بدوره على تشييد فيلا مترامية الأطراف بمنطقة المجاطية أولاد الطالب بشكل عشوائي، ضاربا عرض الحائط كل التوصيات التي خرج بها عامل الإقليم ورؤساء الجماعات والبرلمانيون مع الوفد الحكومي والأمني الذي زار مديونة أخيرا. وتضيف نفس المصادر أن مصالح العمالة هدمت الطابق العلوي للفيلا التي لا تتوفر على تصميم. وذكرت مصادر مطلعة أن المنطقة المعروفة بالحفرة في دوار أولاد غانم، بنيت عن آخرها في عهد القائد الجديد، بعد أن كان القائد السابق قد هدم جميع الأكواخ التي شيدت بها، موضحة أن عدد الأكواخ الإسمنتية التي بنيت بها تقارب 25 كوخا. وبدوار ولاد زهرة تشير مصادرنا إلى أنه «جرى تشييد حوالي 20 كوخا، وأن عون سلطة متورط في عملية بناء الأكواخ وبيعها»، مؤكدة أن السلطات المحلية لم تتدخل منذ تهديدها في أحد تدخلاتها من قبل شخص يلقب ب «الكوشي»، بداية ديسمبر الماضي، «إذ عربد على أفراد الدورية وأفرغ عجلة سيارة شيخ الحومة من الهواء بسكين، وضرب باب سيارة الخليفة بقوة، ما دفعهم إلى مغادرة المنطقة خوفا من حدوث أية تطورات». وأكدت المصادر أن دوار بوسلهام شهد هو الآخر بناء 4 أكواخ، ودوار ولاد العربي شهد بناء 25 كوخا، موضحة أن بعض الأكواخ بيع في حينه مباشرة بعد بنائه، وأن القليل منه هو الذي ما يزال فارغا. وكان المسؤولون بعمالة مديونة بالدارالبيضاء قد أصدروا تعليمات إلى قائد منطقة لهراويين وأعوانه للقيام بدوريات منظمة كل ليلة ، لمحاربة ظاهرة البناء العشوائي التي تجري جلها في جنح الظلام. وحسب مصادر من القيادة الجهوية للدرك الملكي بالدارالبيضاء، فقد تم عزل ستة من رجال الدرك لضلوعهم في تشييد مساكن بمنطقة الهراويين بنيت بشكل غير قانوني، كما تم الاستماع في محاضر رسمية لأعوان سلطة بناء على شكايات تقدم بها أشخاص شملت عملية الهدم منازلهم يتهمون فيها وسطاء وأعوان سلطة بتلقي رشاوى مقابل التستر على عملية البناء التي غالبا ما تتم تحت جنح الظلام. وببثها لربورتاج في إحدى نشراتها الإخبارية تكون القناة الثانية «دوزيم» قد حاولت نقل واقع البناء العشوائي في جماعة الهراويين، واعتمادا الشريط المصور فإن عون سلطة تقدم من الصحفي الذي أبدى رغبته في شراء محل بالمنطقة وعرض عليه خدماته، وألح عليه عون السلطة بأن يسجل رقم هاتفه النقال والاتصال به في أي وقت لكي «يوصي عليه «الدراري» خيرا إذا كان راغبا في اقتناء مسكن من المباني التي شيدت بطريقة غير قانونية، وليس هؤلاء «الدراري» سوى أعضاء اللجنة التقنية المكلفة بمراقبة التعمير بالمنطقة والتي تضم في عضويتها مراقبين من الجماعة وآخرين من القيادة وعمالة إقليم مديونة. ويمكن الاطلاع على كلام عون السلطة بمجرد كتابة جملة «البناء العشوائي والكاميرا الخفية وأعوان السلطة» على موقع «يوتوب». وتضم جماعة لهراويين التي تؤوي 52ألف نسمة، بمعدل خمسة أشخاص لكل أسرة، جيوبا صفيحية كثيرة، وحسب سكان المنطقة فإن سماسرة العقار والمضاربين وجدوا الأراضي الفلاحية «سائبة» وشرعوا في بناء مساكن بجانب الأودية، وقال أحد قاطني دوار»ولاد غانم» إنه دفع رشوة لأعوان السلطة مقابل تغاضيهم عن قطع الآجور التي زادها في مسكنه، لكنه فوجئ في الغد بجرافة تهدم مسكنه بالكامل.