بدأت «»شركة ديار المدينة»» (الشركة المغربية للأملاك والعقارات سابقا) في القيام بحملات تهديدية واستفزازية لسكان حي السوق القديم (البلوك) من أجل تمليك السكن، بدل القيام بحملات تحسيسية ومساعدة القاطنين على التمليك. فإذا كانت مجموعة من القاطنين بالدور والشقق المخزنية القابلة للتفويت والمسيرة من طرف الشركة المتواجدة بالأحياء التالية: يعقوب المنصور (الرباط)، تابريكت (سلا)، حي قدماء المحاربين (الخميسات) وبحي العالية( المحمدية) وظهر الملحة(وجدة) وببركان ومكناس وحي المستعجلات (سيدي قاسم) والمدينةالجديدة (القنيطرة) والديور الجداد (وزان) وبأكادير وعين قادوس (فاس) والديور الجداد (تازة) قد استفادوا من تخفيض ثمن البيع بنسبة 40 % وذلك في إطار تشجيع عملية امتلاك الدور ... إلا أن الشركة تكيل بمكيالين ولم تدرج حي السوق القديم (لبلوك) وصوفال والحي الإداري بمدينة خريبكة. علما أن سكان السوق القديم من دوي الدخل المحدود وأغلبيتهم أرامل ومتقاعدين أفنوا حياتهم خدمة لهذا الوطن. وأن وضعيتهم مزرية وأبنائهم غارقون في التهميش والعطالة رغم شواهدهم. وهناك من الدور التي يسكنها أكثر من عائلة واحدة !!! وإذا كانت الأقدمية في التعمير لهذه الدور معيارا للاستفادة من نسبة التخفيض 40% كباقي المدن السالفة، فإن حي السوق القديم تم بنائه مباشرة بعد الاستقلال .. وكان قبل ذلك مكانا للسوق الأسبوعي للمدينة وعاش أحداثا دامية في20 غشت 1955، حيث قصفت طائرة العدو بقدائفها على المواطنين الأبرياء في هذا الحي ودهب ضحية ذلك الهجوم الغاشم مئات القتلى وآلاف الجرحى والمعطوبين... ومازالت آثار ذلك السوق بارزة في الحي ومعالم الدمار بادية... إن الشركة لم تساهم منذ ذلك التاريخ في أي إصلاح أو ترميم بل كانت تستخلص ثمن كراء تلك الدور فقط وإلى حدود اليوم. لقد أصدرت وكالة الشركة بخريبكة إعلانا رقم (01/2009) تطالب القاطنين باقتناء الدور وتأدية المبلغ دفعة واحدة أو بالتقسيط وحددت المبلغ الأدنى للدفعة في 20 % من ثمن البيع ومعدل الفائدة في 3% وتمديد مدة أداء الأقساط الشهرية إلى 180 شهرا... وفي حالة الرفض هددت الشركة القاطنين بالإفراغ وتفويت السكن للقاطنين السابقين !!!! إن مباني حي السوق القديم (البلوك) قد تقادمت وتآكلت وجهتها مما شوه منظرها المعماري كما أن قنوات صرفها الصحي قد تلاشت وأغلقت وأصبحت الروائح الكريهة تفوح من الأزقة والشوارع والمنازل كما ان سطوح المنازل تشققت وتآكلت، تتسرب منها مياه الأمطار ناهيك عن مشاكل في الكهرباء والماء الصالح للشرب وانعدام المناطق الخضراء وانعدام الطرق المعبدة (بلوك 14، بلوك 15، وبلوك 9....) وهناك صعوبات إدارية من أجل إصلاحها لأن رخصة الإصلاح مرتبطة بشهادة الملكية وبالتالي لا يمكن الحصول عليها ! وتتم بعض الإصلاحات الطفيفة بطرق غير قانونية وبوسائل غير مشروعة و ملوثة. إن عدد الدور التابعة للشركة هو 639 بمدينة خريبكة منها 464 منزلا بحي السوق القديم (البلوك) و 51 منزلا بالحي الإداري (حي البوليس) و 124 مسكنا بحي صوفال... إن حي السوق القديم يوجد في وسط المدينة يحيطه شمالا شارع مولاي إسماعيل وجنوبا خط السكة الحديدية وشرقا شارع مولاي يوسف وغربا حي جميلة .. وهو القلب النابض للمدينة من الناحية التجارية والرواج الاقتصادي .. كما أن مساحة المنازل تتراوح ما بين 36 و140 متر مربع وجزء منه يعاني من إشكالية السكن المزدوج والذي يؤثر على أحادية الرسم العقاري. إذا كانت الشركة قد فوتت بعض المنازل في البلوك 9 و البلوك 6 والبلوك 10 نظرا لإطلالتها على أحد أكبر الشوارع بالمدينة (حي مولاي إسماعيل) وعلى السكك الحديدية فإن باقي «»البلوكات»» ينتظرون أكثر من 50 سنة (نصف قرن) للستفادة من التفويت ومن تخفيض من ثمن البيع بنسبة 40 % إسوة بباقي المدن المغربية... ومن أجل مواجهة هذه الإشكالية العقارية أسس السكان جمعية السوق القديم للتنمية والتضامن والتي راسلت مدير الشركة بالدار البيضاء تطالبه بتسهيل عملية التمليك وفي أقرب الآجال والاستفادة من التخفيض(40% ) وعقدت لقاء مع ممثلي الشركة يوم الجمعة 29 ماي 2009 وناقشت مع الإدارة مسألة التخفيض و مشكل الرسم العقاري المزدوج ... وأسفر اللقاء على وعود الشركة للقيام ببحث ميداني ومراسلة الوزارة الوصية (المالية) وطالبت من الجمعية بتقرير تقني حول ازدواجية الرسم العقاري وبتقرير حول الوضعية الاجتماعية للقاطنين والحالة المعمارية للدور.... إن مشكل حي السوق القديم تداوله المجلس البلدي للمدينة مرات عديدة وأصدر في شأنه مقررات ولكن بدون أجرأة أو تنفيذ .. وبالتالي على المجلس البلدي أن يهتم بالموضوع ويساهم في إيجاد حلول وحماية السكان والحفاظ على ممتلكات المدينة وذلك بمطالبة الشركة ب : 1. إصلاح قنوات الواد الحار وإصلاح شبكات توزيع الماء الصالح للشرب والكهرباء والهاتف وتعبيد وإصلاح طرق وأزقة الحي وذلك إسوة بأحياء مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط .. لأن الشركة استفادت من ثمن الأكرية منذ 1963 واستفادت من خدمات المجلس البلدي (قنوات واد الحار 1975 والماء والكهرباء وتعبيد الطرقات والهاتف) 2. قيام الشركة بدراسة تقنية وعمرانية ومعمارية لكل المنازل التابعة لها وتحديد أثمنة البيع. 3. استفادة جميع السكان من تخفيض في ثمن البيع بنسبة 40% إسوة بباقي المدن المغربية. 4. حل إشكالية الرسم العقاري المزدوج. 5. إشراك جمعية السوق القديم للتنمية والتضامن من أجل تسهيل عملية التمليك. إن سكان الحي سئموا الانتظار والوعود الكاذبة والمزايدات والسمسرة لأكثر من نصف قرن ويطالبون بإغلاق الملف نهائيا وإعادة إصلاح حيهم حتى ينعموا بالأمن والطمأنينة.