طالب عدد من الفاعلين المحليين بإقليم تيزنيت بضرورة إيلاء العناية الخاصة للقطاع الفلاحي بالإقليم، اعتبارا لما يشكله من مورد أساسي لما يقرب من 22 ألف فلاح يشتغلون بمختلف تراب الإقليم، كما طالبوا بتفعيل الاستراتيجية المحلية للتنمية الفلاحية التي أعلنت عنها المديرية الإقليمية للفلاحة في الدورة الأخيرة للمجلس الإقليمي لتيزنيت، واعتبارها خارطة للطريق يتعين على مختلف الفاعلين المحليين ضبط توجهاتها العامة وتنزيل بنودها في الواقع المعاش. وفي هذا السياق، لخص المجتمعون أهم العوائق التي تعرقل القطاع الفلاحي بالإقليم في خضوع المنطقة للمناخ الجاف وشبه الصحراوي، وهو مناخ يتميز عادة بقلة التساقطات، ويطرح إشكالية محدودية الموارد المائية، علاوة على مشكل العزلة الذي ترزح تحته بعض الدواوير المتواجدة بالمناطق الجبلية وما يطرحه ذلك من صعوبات لدى الفلاحين في التموين وتسويق منتجاتهم الزراعية، إضافة إلى مشكل هجرة الرجال إلى الخارج والمدن المغربية المختلفة، وهو ما يضطر نساء المنطقة إلى تسيير الضيعات الفلاحية بشكل فردي إلى أن يتوقفن عن العمل بفعل قلة التجربة، زيادة على الضعف التقني للفلاحين الذين يضطرون إلى استعمال تقنيات بدائية لا تسمح بالاستغلال الجيد للأرض، كما يعاني الفلاحون بالمنطقة من ضعف إنتاجية القطيع الذي يتكون في الغالب الأعم من حيوانات من الصنف المحلي، زيادة على تدهور الغطاء النباتي وخاصة في غابات الأركان والمراعي، بسبب قلة الأمطار والرعي وإزالة الحطب من طرف السكان، وبسبب نشاط عوامل التعرية التي تتسبب سنويا في فقدان مساحات هامة من التربة الزراعية بتيزنيت. وحسب المنتخبين، فإن محاور التنمية الفلاحية بإقليم تيزنيت تتركز على تعبئة مياه الفيض، عبر بناء مجموعة من السدود التحويلية والقنوات التي ستستغل في سقي مساحات إضافية بالإقليم، كما تتركز على استصلاح دوائر الري الصغير والمتوسط، وذلك من أجل تعبئة جيدة للمياه واستغلال تلك التي تضيع حاليا بسبب رداءة البنيات التحتية المرتبطة بالسقي، وعلى وضع استراتيجية لترشيد وعقلنة استعمال مياه السقي، عبر خلق جمعيات مستعملي المياه الفلاحية التي ستتكلف بتدبير الماء وصيانة قنوات السقي، زيادة على حماية التربة من عوامل التعرية باستعمال التقنيات الملائمة لكل حالة، وتشجيع الإعداد العقاري للأرض بهدف تحسين جودة التربة، وتنمية الزراعات البديلة التي تدر أرباحا مهمة على الفلاحين كالورديات واللوز، كما أكد المجتمعون على ضرورة تحسين إنتاجية الأشجار المثمرة الموجودة حاليا وصيانتها ومعالجتها من الأمراض المحدقة بها، وطالبوا بتنظيم المراعي وتحسين إنتاجية القطيع بتحسين النسل وتنمية تربية النحل والدواجن والأرانب بغية ضمان دخل أكبر للفلاحين وخصوصا النساء منهم، والحرص على دعم تأطيرهم التقني في مختلف المجالات المرتبطة بمهنتهم الأساسية.