قال مصطفى حرمة الله، الصحافي العامل بأسبوعية «الوطن الآن»، الذي قضى سبعة أشهر حبسا نافذا بسجن عكاشة بالدار البيضاء، على خلفية نشر «وثائق سرية»، إنه كان يعيش في زنزانة نتنة بالجناح 11 بمعية 76 سجينا ضمنهم 4 نزلاء من ذوي «الخبرة» النفسية و7 مدانين في جرائم قتل و14 تاجر مخدرات على المستوى الوطني والدولي. وباح حرمة الله بأسرار عن حياته داخل السجن وكشف في حوار، تنفرد «المساء» بنشره بعد غد الاثنين، عن حياة صعبة لنزلاء يعيشون مهضومي الكرامة وبدون أفق وراء أسوار ما أسماه ب«مقبرة الأحياء»، وقال إن الإدارة العامة للسجون التي تعمدت الزج به وسط زنزانة تؤوي عتاة المجرمين فشلت في ترهيبه، بعد أن ربط علاقات إنسانية مع نزلاء عاملوه باحترام شديد، وقال حرمة الله في حقهم كلمات طيبة. وقال الصحافي المغربي، الذي غادر السجن بعد استكماله للعقوبة المحكوم بها عليه إنه كان ينام في مكان ضيق لا تتعدى مساحته 80 سنتيمترا عرضا و10 سنتمترات طولا، نافيا أن يكون قد حظي بأي امتياز داخل السجن، باستثناء النوم في مكان مكشوف، حيث مجرى الهواء وتكرر الإصابة بالذبحات الصدرية والسعال. ورصد الصحافي المغربي سيطرة تجار المخدرات على الحياة الداخلية في السجن وسعي بعضهم إلى استمالة حراس مرتشين وتشغيل سجناء كخدم وحشم لديهم، مشيرا إلى معاناة سجناء ينامون مكدسين الواحد إلى جنب الآخر كسمك سردين في أجنحة مكتظة عن آخرها بنزلاء يعانون من أمراض جلدية وتنفسية ويحشرون في زنازين تعد مرتعا خصبا للجريمة وللشذوذ الجنسي.