حج صحافيون مغاربة وممثلو جمعيات حقوقية مساء أول أمس الاثنين إلى «دار المحامي»، الكائن مقرها بشارع المقاومة بالدار البيضاء، للاحتفاء بالصحافي مصطفى حرمة الله في حفل فني نظمته على شرفه النقابة الوطنية للصحافة المغربية. وأجمعت كلمات المتدخلين في الحفل على تراجع حرية الصحافة بالمغرب والتضييق على حرية التعبير. وتحدث الصحافي المفرج عنه بتأثر شديد وقال: «لقد قضيت 7 أشهر من الاعتقال كضريبة على ممارسة واجبي في الإخبار محترما القواعد المهنية المطلوبة، لقد كابدت المحن في السجن وخرجت بقناعات أهمها التحرر من كل رقابة ذاتية أو معنوية أو الخوف من العقاب، وأشكر كل من ساندني في محنتي». وشوهد المحتفى به محاطا بأسرته وبأصدقاء وزملاء هنؤوه على معانقته الحرية بعد استكمال مدة 7 أشهر حبسا نافذا وراء أسوار سجن «عكاشة»، على خلفية نشر وثائق «سرية» بأسبوعية «الوطن الآن» الصيف الماضي. الكلمات التي ألقيت في قاعة الندوات ب«دار المحامي» دقت ناقوس خطر تراجع الحريات بالمغرب ودعت الدولة إلى الكف عن التضييق على الصحافيين، بالاعتقال أو الترهيب، وفتح أبواب الإدارات العمومية للوصول إلى مصادر الخبر ونقلها إلى الجمهور. يونس مجاهد، الكاتب العام للنقابة الوطنية للصحافة المغربية، قال إنه متأثر للغاية، مشددا على أن الصحافي المدان بالحبس سبعة أشهر لم يقم سوى بواجبه المهني في الإخبار بمعية زملائه في أسبوعية «الوطن الآن». وأضاف مجاهد قائلا: «الملف لم يغلق بعد، معانقة زميلنا حرمة الله للحرية بعد سبعة أشهر من الاعتقال لا تعني أن الملف أغلق، نوجه تحياتنا في النقابة لأسرته وعائلته وهما جديرتان بالافتخار به». عبد الرحيم أريري، ناشر أسبوعية «الوطن الآن» والمدان بستة أشهر حبسا موقوفة التنفيذ، على خلفية نشر نفس «الوثائق السرية» التي تشرح دواعي الاستنفار الأمني في المغرب صيف العام الماضي، قال إن زميله حرمة الله صار أول صحافي مغربي يقضي عقوبة طويلة في السجن، مضيفا أن الأمر يتعلق ب«سابقة» في تاريخ الصحافة بالمملكة. في قاعة اجتماعات فسيحة، انبرى أفراد فرقة موسيقية إلى عزف ألحان شجية وأداء مقاطع من أغاني مغربية أصيلة، وظلت أسرة صحافي «أسبوعية الوطن» الآن تتلقى التهاني من المشاركين في الحفل.