عاشت منطقة «تالسينت» على وقع صراع حول الأرض الجماعية بين عدة قبائل انتهى ب«نزوح» إحداها إلى مدينة ميسور، على متن شاحنات وسيارات للنقل المزدوج، وتوجهها نحو مقر عمالة بولمان قبل أن تقتحمها خوفا من الانتقام، مطالبة السلطات الإدارية والأمنية ب«حماية» أفرادها وتسليهم إلى سلطات فكيك. وقد استنفر ملف هذا النزاع جل الأجهزة الأمنية ومصالح وزارة الداخلية، التي تتخوف من أن يؤدي تفاقم الصراع بين كل من قبيلة «سلاغ أهل لغريب» وبين قبائل «تورا» و«أكدال» و«البروج» في بلدة تالسينت، والتي تتبع إداريا لإقليم فكيك، إلى سقوط ضحايا وإلى انعكاسات غير إيجابية في منطقة توجد على مقربة من الحدود المغربية -الجزائرية. ويتنازع الطرفان حول أراضي تُستغَلّ كمَراعٍ للماشية. وتعتبر القبائل الثلاثة المتحالفة أن القبيلة التي نزحت من البلدة قد ترامت على هذه الأراضي، مطالبة إياها بإخلائها. لكن عدم استجابة قبيلة «سلاغ أهل لغريب» لهذا «النداء» دفع القبائل الثلاث إلى «التحرك» من أجل طردها منها، ما دفعها إلى مغادرة المنطقة على متن شاحنات كبيرة اختلطت فيها الماشية بالأمتعة بأبناء القبيلة ونسائها ورجالها... ولم تسجل المصادر التي تحدثت ل«المساء» وقوع أي ضحايا، لكنها قالت إن ملف هذا النزاع مفتوح على احتمالات صعبة، ما لم يتمَّ التدخل لحله. ولم تتمكن هذه القبيلة من الوصول إلى إقليم فكيك، بسبب بعد المسافة الفاصلة بين بلدة تالسينت ومركز المدينة ووعورة الطريق المؤدية إليه. وقررت التوجه إلى مركز مدينة ميسور، والذي لا يبعد عن هذه المنطقة سوى بحوالي 35 كيلومترا، ما سيزيد من تعقيد الوضع في هذه المدينة التي تعيش على إيقاع احتجاجات شبه يومية قبالة مقر العمالة لقبيلة «أهل إكلي»، والتي تطالب باستعادة مساحات شاسعة من أراضيها تقول إن «مافيا العقار» في المدينة قد استحوذت عليها، مع تقديم المتورطين في ملف «نهبها» إلى العدالة، متهمة أطرافا منتخَبة وإدارية بالتورط في هذا الملف. وقد سبق لبلدة تالسينت أن عاشت في نهاية شهر نونبر الماضي على إيقاع مواجهات دامية بين قبيلتين، أسفرت عن سقوط جرحى استدعت حالاتهم نقلهم إلى قسم المستعجلات في المستشفى الجامعي الحسن الثاني في فاس. وقد اندلعت هذه المواجهات بين الطرفين قبالة مقر قيادة البلدة بالتزامن مع انطلاق شوط من الحوار بين القبيلتين رعتْه السلطات المحلية واستُعمِلت خلال هذه المواجهات السيوف والخناجر والرشق بالحجارة. ولم تتوقف المواجهات التي استمرت حوالي ساعة زمنية إلا بتدخل وساطات من أهل المنطقة.