حاصرت الثلوج طيلة اليومين الماضيين عددا من ساكنة بلدات الأطلس، وأدت هذه التساقطات الثلجية إلى انقطاع حركة المرور في جل الطرق الرابطة بينها وبين العالم الخارجي، مما فرض عليها عزلة شبه تامة. وانقطع التيار الكهربائي بالمدينة بسبب هذه الثلوج، مما خلق حالة استنفار في العمالة التي يوجد مقرها بميسور. ودفع الوضع، بعد التدخل لإصلاحه، إلى إصدار بلاغ يخبر «الرأي العام» بأن السلطات أصلحت هذا العطب التقني. ونقلت المصادر أن الثلوج غطت كل الأرجاء بمدينة بولمان وأدت إلى هبوب موجة من البرد القارس لا تزال متواصلة، في وقت لا يجد فيه أغلب سكانها أي إمكانيات للحصول على حطب التدفئة. وانقطعت كل المحاور الطرقية التي تربطها بإيفران وبأوطاط الحاج عبر ألميس مرموشة وبسكورة وآيت مخلوف بتالزمت عبر إيموزار مرموشة والمرس بسكورة التي تربط الطريق الجهوية رقم 503 بانجيل إختارن وميسور بألميس مرموشة وآيت بازا باسبوتن. أما بتالسينت التابعة لإقليم فكيك بوعرفة، فإن هذه التساقطات الثلجية التي وصفت بالكثيفة والتي تهاطلت طيلة الأيام الماضية ولا تزال مستمرة حالت دون عودة العديد من المواطنين إلى دواويرهم. وغمرت الثلوج الطرق، المؤدية إلى هذه الدواوير، وهي في جزء منها غير معبدة وهو ما حال دونهم والعودة إلى مساكنهم المحاصرة بدورها. كما حوصرت بعض وسائل النقل، وهي في الطريق، وخصوصا منها الشاحنات و»الترونزيتات»، وهي عادة وسائل نقل «سرية» يلجأ إليها هؤلاء السكان للتنقل، في غياب وسائل نقل عمومية. ونزلت درجة الحرارة في كل من دوار «أغمات» بجماعة «بو مريم» ودواري «ثلاث أيمن» و«بلبول بجماعة «تالسينت» إلى 8 درجات تحت الصفر. ولم تسفر مجهودات المديرية الإقليمية للتجهيز إلى مساء الأربعاء الماضي في فك هذا الحصار عن هذه الدواوير. ونفس الحصار عاشته منطقة كتامة التابعة للحسيمة صباح يوم الأربعاء، قبل أن تتدخل السلطات المحلية لإزالة هذه الثلوج، ما مكن مستعملي الطريق من مواصلة سيرهم. وفي الوقت الذي تشتكي فيه ساكنة مناطق الأطلس من غياب أي إجراءات لإخبارهم بقدوم هذه الثلوج لاتخاذ ما باستطاعتهم اتخاذه من احتياطات، أعلن عبد الكبير زهود، كاتب الدولة المكلف بالماء والبيئة، أن كتابة الدولة بصدد تطوير «نظام هيدرولوجي للأرصاد الجوية» مخصص لتحسين الإنذار المبكر والوقاية من الفيضانات والظواهر الطبيعية الخطيرة. وذكر زهود، الذي كان يتحدث يوم الأربعاء في افتتاح اللقاء الرابع حول الهندسة الذي تنظمه الجامعة المغربية للاستشارة والهندسة اليوم، أن هذا النظام الذي صمم بشكل مشترك مع مديرية الأرصاد الجوية الوطنية يتوخى «إنجاز وتحسين الإنذار المبكر وبرامج الوقاية لمواجهة الفيضانات والظواهر الطبيعية الخطيرة».