كاد شاب أن يقتل مراهقة من مواليد 1992 لولا تدخل بعض الناس، الذين تمكنوا من تخليصها من بين يديه بأحد وديان تحناوت، في الأسبوع الأخير من شهر نونبر المنصرم، وتسليمه إلى مصلحة الدرك الملكي بقيادة تحناوت، التي حققت معه وأحالته على أنظار المحكمة الابتدائية بمراكش، التي بدورها أدانته بشهر نافذ و500درهم كغرامة مادية، فيما حكمت على المراهقة بشهر موقوف التنفيذ بتهمة المشاركة في الفساد. وعد بالزواج تعترف فاطمة الزهراء بكونها أحبت بوعزة بعدما التقت به في السوق الأسبوعي لجماعة تحناوت بإقليم الحوز، لينمو هذا الحب بين الطرفين، ويتطور كما تحكي المتهمة، إلى طلب بوعزة الزواج بها، الأمر الذي رحبت به في الحال. ولكي تعبر له عن «حبها» مارست معه الجنس مرة واحدة، هي الفاقدة لعذريتها، وبدون مقابل، في محل سكناه المجاور لمنزل والديها بالجماعة. لكنه لما طلب منها البقاء معه باستمرار لممارسة الجنس رفضت الفكرة، وأدركت أن أملها في الزواج منه تبخر، فقررت الابتعاد عنه، وغيرت رقم هاتفها حتى تتفادى تهديداته بالانتقام منها. انتقام يرجع المتهم، الذي يتحدر من مدينة واد زم، أسبابه إلى تخلي «فتاته»، التي «أحبها» بقوة عنه، عندما لم يعد يملك ما يقدمه لها من مال مقابل ممارسة الجنس معه، خاصة أنها كانت تتقاضى، كما ورد في تصريحاته، عن كل ليلة حمراء تقضيها معه مبالغ مالية تتراوح بين100 و500درهم. إن فاطمة الزهراء، المولودة بمدينة الدارالبيضاء، شرعت في إغاظة «الحبيب السابق»، عندما كانت تتصل به بالهاتف، وهي في أحضان غيره، في جلسات الخمر التي واصلت حضورها مع أشخاص آخرين، الأمر الذي ولد لديه الرغبة في الانتقام منها، وتشويه جمالها، الذي تتباهى به أمام شبان جماعة تحناوت. فخطط لتنفيذ انتقامه، واختار المكان الملائم وانتظر اللحظة المناسبة. قص الشعر في يوم ال23 من شهر نونبر الماضي، استعد بوعزة لتنفيذ انتقامه ممن «تنكرت له عندما قل ماله»، بعدما أحبها حبا جنونيا، فحمل سلاح الانتقام، المتمثل في سكين ومقص لقص شعرها، وتشويه خلقتها، حتى لا تعود للتفكير في تركه، أو مرافقة غيره. ترصد المتهم لعشيقته السابقة أمام محل للحلاقة، ومباشرة بعد خروجها منه، تلقف بوعزة ضحيته، وأحكم السيطرة عليها من شعر رأسها، وشرع في ضربها على وجهها برأسه وبقبضة السكين، وجرها نحو «وادي غيغاية»، حيث فدادين الزيتون، في حين كانت فاطمة الزهراء المزدادة سنة 1992، تبكي وتطلب النجدة. وواصل المتهم انتقامه، فقص بالمقص جزءا من شعر الفتاة وهو يسحبها، لكنها أبدت مقاومة وتمنعت عن مواصلة السير فعاد إلى ضربها وجرها لإخفائها عن الأنظار، حتى يتمكن من إكمال انتقامه منها، باغتصابها وقص شعر رأسها بالكامل، حتى يرد «اعتباره» لتنكرها لسخائه المالي معها، عندما كان ميسور الحال، كما انتزع منها هاتفها النقال. آنذاك كاد غضب بوعزة ألا يترك له مجالا للتفكير في مآل تصرفاته، ولم يتخيل أنه سينتهي به الحال في سجن «بولمهارز» بمدينة مراكش جزاء على تصرفاته، فجل ما كان ينوي تحقيقه هو الانتقام ممن «أهانته». شيخ القبيلة يتدخل أثناء سحب المتهم بوعزة لضحيته فاطمة الزهراء، استنجدت الأخيرة بأحد أبناء الجماعة المسمى (محمد. م) والملقب ب«بقشيش»، الذي صادف وصوله إلى عين المكان لقضاء بعض أغراضه شروع المتهم في تنفيذ اختطافه لضحيته، فطلبت منه تخليصها من هذا «الوحش الثائر»، واستعطفته للتدخل لفكها من بين يديه. سارع محمد إلى ربط الاتصال هاتفيا بشيخ القبيلة، وأخبره بما يحدث، فحضر الشيخ في الحال وربط بدوره الاتصال بباشا تحناوت وأخبره بالحادث، تم شرع الاثنان في التحدث إلى بوعزة لثنيه عن مواصلة اعتدائه على ضحيته، وطالباه بتسليمهما السكين، وتحرير الفتاة. وأمام افتضاح أمره لم يجد بوعزة بدا من مسايرة محاوريه، وتحرير فاطمة الزهراء، التي كانت ترتعش عندما وصل باشا تحناوت إلى المكان، فأدخلها هذا المسؤول إلى سيارته خوفا عليها من بوعزة، الذي كان يواصل تهديداته لها بالانتقام منها، وهو في حالة هستيرية. تم ربط الاتصال بمركز الدرك الملكي بتحناوت، حيث قدم بعض أفراده وتسلموا المتهم والضحية. قاد التحقيق التمهيدي إلى اتهام بوعزة بالضرب والجرح ومحاولة الاغتصاب، وسرقة هاتف نقال، فيما اتهمت فاطمة الزهراء بالمشاركة في الفساد.