«لو كنت أملك هاتفا نقالا مزودا بكاميرا لصورت هذا الواقع ليطلع عليه الرأي العام، «حشومة» أن يُرمى الآدميون في مكان مثل هذا»، بهذه العبارات ختمت مواطنة تصريحها الذي تنقل فيه ما عاينته في مستودع الأموات بالمستشفى المحلي بالخميسات. وكشف شريط يحمل عنوان «فضيحة المستشفى الإقليمي بالخميسات»، بثه موقع «يوتوب» في ساعة متأخرة من مساء يوم الثلاثاء الأخير، الواقع المرير لمستودع الأموات بالخميسات، وهو الواقع الذي لم يكن ليتغير لولا علم مسؤولي المستشفى بقدوم القنصل الأمريكي لتتبع إجراءات نقل الشابةالأمريكية التي توفيت اختناقا رفقة زوجها الشاب المغربي الأحد الماضي. وروى شقيق الضحية محمد حبوب، في الشريط الذي تبلغ مدته تسع دقائق وثمانيَ ثوانٍ، ما عاينه أثناء نقل شقيقه وزوجته الهاكين إلى مستودع الأموات بمستشفى الخميسات، فقد فوجئ، لدى انتقاله وعائلته إلى المستودع، بالكيفية التي تم بها «رمي الجثتين على الأرض إلى جانب جثث أخرى، والأنكى أنه طلب منهم -حسب رواية الشقيق- حمل الجثتين بعدما رفض أطر ومستخدمو المستشفى حملهما، و«أثناء ذلك بدؤوا في صباغة المستودع من الداخل»، يضيف المتحدث. وصرح مواطنون، في الشريط، بأن «إدارة المستشفى بمجرد علمها بنية القنصل الأمريكي الحلول بالمستشفى، سارعت إلى إنجاز أشغال الصباغة والتنظيف في وقت قياسي»، حيث يصور الشريط عمال الصباغة وهم يقومون بطلاء حيطان البناية من الداخل، معرقلين بذلك الحركة ومانعين محاولات المواطنين إخراج جثامين أقاربهم. وأضاف المواطنون، الذين تجمهروا حول حامل كاميرا صورت مشاهد من مستودع الأموات، أن الجثث مرمية على أرضية المستودع بحجة أن ثلاجة الأموات لا تعمل، في حين ينقل الشريط مشاهد من داخل المستودع أشبه بمطرح للنفايات، بالإضافة إلى الأغطية الملوثة بالدماء النتنة، والتي عمدت إدارة المستشفى إلى إخراجها وتجميعها أمام حاويات الأزبال مباشرة بعد شيوع نبأ زيارة القنصل الأمريكي المرتقبة للمستودع. كما كشف الشريط غياب سيارة لنقل الأموات بالمستشفى الإقليمي للمدينة، مما استدعى نقل الضحية على محمل من أقاربه وتشييع الجثمان في موكب جنائزي حزين، زاده وضع مستودع الأموات وأجواؤه مأساوية، وهي الأجواء ذاتها التي رافقت الموكب من المستشفى إلى مقبرة سيدي غريب بالخميسات. وكان الشاب المغربي محمد حبوب قد أقام حفل زفاف أسبوعا قبل وفاته اختناقا رفقة زوجته الأمريكية مساء الأحد الماضي.