عاشت منطقة دوار بوحمالة على مر السنوات الماضية العديد من الوقفات الاحتجاجية ضد التهميش وسوء التسيير الذي كان لصيقا بالمجالس المنتخبة السابقة، فإن ما يقع داخل ودادية القدس، تسبب في أكثر الاحتجاجات والمسيرات التي جابت شوارع المدينة، بل تعدى ذلك إلى تنظيم أخريات مشيا على الأقدام من طرف السكان في اتجاه عمالة الخميسات أو في اتجاه القصر الملكي بالعاصمة لإبلاغ شكاياتهم ومعاناتهم القائمة في ظل لامبالاة المسؤولين عن الودادية، الذين أدخلوا المدينة في متاهات هي في غنى عنها، مادام أن قاطرة التقدم والازدهار وفتح الأوراش الكبرى أصبحت مطلبا حقيقا لساكنة تيفلت. تلك الوقفات الاحتجاجية والمسيرات، التي عانت معها حتى السلطات الأمنية والمحلية من رجال شرطة ودرك ملكي، حسب ساكنة القدس، لم تأت من فراغ، تؤكد إحدى الأمهات المتضررات، بل أتت بعد طول انتظار وسماع يومي لوعود كاذبة وطلبات مستمرة للمسؤولين عن الودادية لدفع مبالغ مالية كل مرة، أثناء الاستفادة من الماء الصالح للشرب، الذي عرف استفادة من هبة فرنسية لم تظهر آثارها وقيمتها المالية وطريقة تدبيرها، وكذلك أثناء الاستفادة من الربط بالكهرباء، مادام أنهم يقطنون داخل المدار الحضري لتيفلت ولا يستفيدون من الطاقة الكهربائية، ما حتم على العديد منهم شراء البقع الأرضية وبناءها وهجرها إلى أحياء أخرى، في ظل تعنت المسؤولين وعدم التزامهم مع المقاولة التي رفضت إتمام أشغالها حتى التوصل بمستحقاتها المادية كاملة. وأضافت الأم المتضررة أن الحالة السيئة التي تعيشها الساكنة بدوار بوحمالة، تعبر عن انتمائها للمغرب غير النافع في نظر المسؤولين عن ودادية القدس، الذين يتحملون المسؤولية عن عدم إيجاد حلول نهائية لمشكل التزود بالكهرباء منذ السنتين السابقتين، رغم التعليمات التي أعطاها العامل في أحد اللقاءات الاستثنائية التي عقدها مع المحتجين من السكان الذين كانوا سببا لقيامه بزيارة مستعجلة إلى باشوية تيفلت للوقوف على المشكل بحضور رجال السلطة المحلية ورئيس المجلس البلدي وممثلي المتضررين، الذين تحدثوا بتلقائية وعفوية عن معاناتهم ومشاكلهم في ظل غياب رؤية واضحة لرفع الظلم عنهم وعن فلذات أكبادهم الذين شاركوا في الوقفات الاحتجاجية والمسيرات مشيا على الأقدام، مؤازرين بفعاليات من المجتمع المدني والحقوقيين. حيث اضطر عبد الرحمان زيدوح، عامل إقليمالخميسات، إلى مغادرة مقر العمالة لأكثر من مرتين لقطع مسافة 25 كيلومترا الفاصلة بين مدينتي الخميساتوتيفلت بغرض الاستماع إلى شكاوى المتضررين من ساكنة ودادية القدس السكنية المعروفة بدوار بوحمالة بتيفلت، بعدما اجتمعت حشود من النساء والأطفال والرجال وهم يحملون صور الملك محمد السادس ولافتات وأعلاما وطنية، لتنظيم مسيرتهم الثالثة في اتجاه القصر الملكي بمدينة الرباط مشيا على الأقدام للمطالبة بحقهم في السكن اللائق والاستفادة من تزويدهم بالماء الصالح للشرب والكهربة. وأوضحت مصادر متطابقة، أنه تم عقد اجتماعات ماراطونية بكل من عمالة الخميسات والمديرية الجهوية للمكتب الوطني للكهرباء بغرض إيجاد صيغة مناسبة لفك الحصار المضروب على ساكنة دوار بوحمالة. كما وافق أعضاء المجلس البلدي في الدروة الاستثنائية المنعقدة أخيرا، بالتصويت لما فيه مصلحة الساكنة المحرومة من الكهربة والمصادقة على (بروتوكول)اتفاقية بين المجلس البلدي لمدينة تيفلت والمكتب الوطني للكهرباء وودادية القدس في شأن كهربة الشطر الثاني.