دقت ودادية أنصار حي القدس بمدينة العيون ناقوس الخطر، خلال وقفة نظمتها صبيحة اليوم الاثنين بتنسيق مع ساكنة الحي، وتوقفت مطالب سكان حي القدس المعزولون والغاضبون الذين ينتظرون شعاع أمل في حي مهمش،عند أولوية التعجيل بإصلاح البنيات التحتية، والإنارة العمومية وتزويد الحي بالماء الصالح للشرب، وتوفير الأمن وذلك للحد من معاناتهم نتيجة الإقصاء والتهميش، التي استمرت لسنوات، دون أن يكتب لسكانه الاستفادة من بعض الأوراش والمشاريع التي عرفتها المدينة. فعلى مستوى الماء الصالح للشرب فساكنة الحي تعيش محنة حقيقية مع ندرة المياه، سواء المتعلقة بالشرب أو الغسيل والتنظيف منذ أشهر عديدة، إذ طرقوا من خلال ودادية الحي أبواب عدة مسؤولين القابعين في مكاتبهم المكيفة يشربون المياه المعدنية، غير مكثرتين بمعاناة ساكنة بعض أحياء المدينة التي تعيش أزمة عطش لم يسبق أن شهدتها المنطقة من قبل. وأشارت رسالة وجهتها ودادية حي القدس في الموضوع إلى المدير الجهوي للمكتب الوطني للماء الصالح للشرب بالعيون " تتوفر صحراء بريس على نسخة منها " أن ساكنة الحي لم تعد تستحمل أزمة الماء التي يشهدها الحي دون غيره من أحياء المدينة، وطالبت الرسالة من نفس المسؤول إعادة النظر في السياسة التي ينهجها المكتب بخصوص تزويد الأحياء بشبكة الماء. ويتجه سكان حي القدس إلى تصعيد معركتهم الاحتجاجية ، حيث لوحت الودادية إلى إمكانية تنظيم مسيرة احتجاجية مشيا على الأقدام انطلاق من حي القدس في اتجاه مقر ولاية العيون، للفت انتباه الجهات الوصية من سلطات محلية ومنتخبة إلى ما آلت إليه الأوضاع بحيهم الذي ظل عرضة للتهميش والإقصاء منذ إحداثه سنة 1981 . كما طالب سكان الحي خلال وقفتهم التي شهدت إنزالا أمنيا كثيفا، برفع الضرر الذي لحقهم من طرف بائعي السمك بالتقسيط بالسوق العشوائي المحاذي لمنازلهم، مضيفين أن سكان حي القدس المتضررين عانوا الشيء الكثير من كل ما يخلفوه باعة السمك الذين يعرضون السمك على رصيف الشارع من نفايات وأوساخ ومياه آسنة ناتجة عن غسل السمك، مما نتج عنه انتشار الروائح الكريهة والحشرات والطفيليات، إضافة إلى تلويت الهواء المستنشق من طرف أصحاب العربات التي اتخذت الزنقة المذكورة كفضاء لإعداد الأكلات في ظروف غير صحية. وهو ما لم يعد يستحمل من طرف قاطني شارع أحمد الهيبة الذين طرقوا أبواب المسؤولين على أكثر من مستوى، لكن شكاياتهم لم تحظى بأي اهتمام من طرف الجهات القائمة على الشأن المحلي. وقد سبق لسكان الحي المتضررين المجاورين لهذا السوق العشوائي أن تقدموا بعدة شكايات في الموضوع يطالبون بالتدخل من أجل رفع الضرر عنهم وإرغام باعة السمك الجائلين إلى ولوج السوق البلدي المخصص لبيع السمك لممارسة نشاطهم التجاري في إطار المسموح به، عكس المساهمة في تفريخ الأسواق العشوائية غير المرخصة. فهناك أزيد من 15 ألف أسرة تعاني ومنذ سنوات عديدة، من تفاقم المشاكل الصحية والبيئية، وغياب إرادة حقيقية لتطويق النتائج الوخيمة، حيث يتحول الحي إلى مستنقع من المياه الآسنة والمتعفنة، وتشير شهادات عدد من المتضررين من ساكنة الحي إلى أن معاناتهم استمرت لسينين عديدة، إلا أنها لم تعرف طريقها إلى الحل النهائي، بسبب اللامبالاة التي لا زالت تقابل بها مراسلاتهم وشكاياتهم بهذا الخصوص، علما ان جهات مسؤولة سبق لها زيارة الحي خلال الحملات الانتخابية، ووقفت بالملموس على حجم الأضرار والمعاناة التي لحقت ليس فقط بدورهم السكني، بل أيضا بصحتهم وصحة أطفالهم. لكن ما أن فازت تلك الوجود بمقاعد داخل المجلس، حتى اختفت عن الأنظار، كما أكد ذلك الساكنة خلال الوقفة ذاتها. إن البنية التحتية لحي القدس تعرف تدهورا مزريا جعلت ساكنته تعيش في شبه عزلة تامة عن المرافق الاجتماعية، فعدم تعبيد الطرق والشوارع وتبليط الأزقة بات يؤرقهم عند بداية كل فصل خريف وشتاء جراء انتشار الأتربة والغبار ومياه الأمطار الراكدة بالحفر، وتشير تصريحات المواطنين إلى البنية الطرقية الهشة بالمدينة والتي تآكلت جوانبها وتتوسطها الحفر والأخاديد والغريب أن الشوارع والأزقة لا تحمل أي أسماء تميزها عن بعضها ، وهو ما ساهم في تأزيم وتغييب وسائل النقل الحضري داخل الحي وبالجوانب المحيطة به. وإلى جانب ذلك، فساكنة الحي لم تعد تستحمل المزيد من المعاناة اتجاه كثرة الأزبال والنفايات التي تحاصر منازلهم، في غياب تام للجهات المسؤولة عن الشأن المحلي ، وطالب السكان المتضررون من الجهات المسؤولة التدخل وتوفير حاويات خاصة لجمع النفايات لتفادي الرمي العشوائي للقمامة، بالرغم من سيل من الشكايات التي رفعتها ساكنة الحي عبر ودادية أنصار حي القدس، والوقفات الاحتجاجية التي نظمتها في أوقات سابقة للفت انتباه الجهات المسؤولة قصد التخفيف من معاناتهم ، وفي كل مرة ينتظرون وعودا لا تغير في واقع محيطهم شيئا ليتحول حقهم في العيش في حي أمن يتوفر على بنيات تحتية سليمة إلى جحيم من المعاناة يحتاج من ممثلي السكان والسلطات التحلي بشجاعة شرح الواقع للسكان لتدبر أمرهم إن استقالت وعجزت عن أداء مهامها . وعلى المستوى الأمني، طالبت ساكنة حي القدس بضرورة توفير المن بحيهم والمطالبة بشن حملات تمشيطية للحد من ظاهرة انتشار المخدرات والانحراف.