تحولت الأعمدة الكهربائية في تجزئة «حي مولاي رشيد»، بلوك «L» في مدينة العيون، إلى معاناة حقيقية، في نهاية الأسبوع الماضي، بعد سقوط عمود كهربائي وسط تجمع سكاني وبالقرب من عدد كبير من أطفال الحي الذين كانوا يلعبون في المكان، في غياب تام لمتنفسات داخل أحياء المدينة، مسببا صدمة للعشرات من سكان الحي، الذين نظموا وقفة احتجاجية، ظهر يوم الأحد الماضي، بالقرب من هذه الأعمدة التي تحولت إلى «كابوس»، حيث مازالت العشرات من الأعمدة الكهربائية الإسمنتية التي انتهت صلاحيتها، نظرا إلى تقادمها، تتهاوى والأخرى المنصوبة آيلة للسقوط، بالرغم من أن فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان في العيون دق ناقوس الخطر بهذا الخصوص، عبر مراسلات موجهة إلى الجهات المسؤولة عن المكتب الوطني للكهرباء والسلطات المحلية وغيرها من الجهات المعنية، وهي المراسلات التي لم تحظ بالاهتمام المنتظر، مما يهدد حياة سكان الحي المذكور بحصد أرواحهم، ما لم تتدخل الجهات المسؤولة لإزالة الأعمدة المتلاشية وتغييرها بأخرى جديدة. وتأتي احتجاجات سكان الحي المذكور بعدما عرفت نهاية الأسبوع الماضي سقوطا مفاجئا لأحد أعمدة الإنارة العمومية بالقرب من أطفال، ولولا الحظ وعناية الألطاف الإلهية لسقط العمود فوق رؤوسهم، وهو ما دفع بسكان الحي إلى الاحتجاج والتجمهر، قبل أن تتدخل القوات الأمنية التي فتحت تحقيقا في الموضوع. وقد سبق كذلك لسكان «شارع الحزام» في مدينة العيون، والممتد على طول أربعة أحياء سكنية مأهولة وخصوصا حي «صفاء»، المطالبة بتدخل الجهات المعنية لحل مشكلة الأسلاك الكهربائية العارية، التي أصبحت تهدد حياة السكان والمارة، بسبب قرب هذه الأسلاك من البنايات السكنية ومحاذاتها لنوافذ البيوت ومرورها من فوق أسطح التجمعات السكنية.. وكان «شارع الحزام»، جنوب مدينة العيون، قد عرف في وقت سابق حادثا راح ضحيته رجل في الأربعينات من عمره خلَّف أرملة وأربعة أبناء، وكان الضحية قد صعقته أسلاك كهربائية وقذفته بعيدا أثناء تواجده فوق سطح بيته، لينضاف إلى لائحة ضحايا شارع «الحزام»، الذين وصل عددهم إلى خمس ضحايا قُتلوا كلهم إثر سقوط أسلاك كهربائية عليهم أو لمسهم أحد أسلاك التيار الكهربائي ذات الضغط العالي. كما طالب سكان الشوارع المذكورة المكتبَ الوطني للكهرباء لمدينة العيون بالتعجيل باستبدال هذه الأسلاك القديمة بشبكة كهربائية «تحت أرضية»، لتفادي وقوع مثل هذه الحوادث المأساوية التي يروح ضحيتَها الأبرياء، خصوصا في فترة تساقط الأمطار.