يرتقب أن تنطلق جولة من المفاوضات بين المغرب وجبهة البوليساريو، اليوم الأربعاء، في الولاياتالمتحدةالأمريكية، للتوصل إلى تسوية لحل قضية الصحراء المغربية، بين الوفد المغربي ووفد البوليساريو في لقاء غير رسمي، سيجمع لجانا مختصة من المغرب والبوليساريو، إلى جانب موريتانيا والجزائر. وفي السياق ذاته، ظهر صراع داخلي في جبهة البوليساريو حول حق تمثيلية «الشعب الصحراوي» وقيادة وفد البوليساريو في المفاوضات المرتقبة مع المغرب، حيث اشتد الصراع بين تيارين كبيرين في قيادة الجبهة، خصوصا بين تيار البشير مصطفى السيد وتيار عبد العزيز المراكشي الموالي للجزائر. وأكدت مصادر مطلعة حقيقة الصراع القوي البارز داخل قيادة جبهة البوليساريو حول زعامة الوفد المشارك في المفاوضات مع المغرب بشأن قضية الصحراء المغربية، عقب وفاة رئيس الوفد السابق محفوظ علي بيبه، رئيس «البرلمان الصحراوي»، الشيء الذي خلق صراعات داخل قيادة الجبهة بين تيارين مختلفين حول أحقية تمثيلية «الشعب الصحراوي»، حيث برز صراع بين الجناح المحسوب على كل من البشير مصطفى السيد وصديقه عبد القادر طالب عمر الدليمي، «رئيس وزراء البوليساريو»، الذي يعتبر نفسه ممثلا شرعيا لرئاسة وفد البوليساريو في مفاوضاته مع المغرب، وبين تيار محمد عبد العزيز المراكشي، الذي يعتبر نفسه صاحب الحق والشرعية لرئاسة الوفد والجلوس مع المفاوضين المغاربة تحت إشراف الأممالمتحدة لأجل تسوية قضية الصحراء، والذي يضم محمد الأمين أحمد، الرئيس السابق ل«حكومة البوليساريو»، و هو من المحسوبين على عبد العزيز المراكشي و من الموالين للجزائر. وأضافت نفس المصادر أن محمد الأمين أحمد «الشيخ الكبير»، عضو أمانة جبهة البوليساريو، لا يتوفر على شعبية داخل مخيمات تندوف، وغير مرغوب فيه لتمثيل «المجتمع الصحراوي» في المفاوضات المقبلة مع المغرب، ويعد من قيادات الماضي، التي مازالت لها «أفكار رجعية» مرتبطة بالجزائر. وأفادت نفس المصادر أن عبد العزيز المراكشي لا يثق في طريقة تفاوض كل من البشير مصطفى السيد وعبد القادر طالب عمر مع المغرب، بسبب خلفيات الصراعات السياسية والقبلية، السابقة داخل الأطر التنظيمية للبوليساريو، أبرزها انتفاضة سنة 1988 داخل المخيمات ضد اللجنة التنفيذية للجبهة، وتدخل الأجهزة «الأمنية الصحراوية» لإيقاف غضب المحتجزين في المخيمات، مما خلق صراعات بين تيار المراكشي و تيار البشير مصطفى السيد. ويوصف البشير مصطفى السيد ب«المتمرد» من طرف قيادة البوليساريو، ودائم الخلاف السياسي مع «رئيس الجبهة» عبد العزيز المراكشي الذي يخشى أفكاره، المخالفة لمعظم أفكار البوليساريو، وبقية رفاقه في الجبهة، الشيء الذي جعل المراكشي مؤخرا يدفع زوجته وزيرة ثقافة البوليساريو خديجة حمدي للقيام بحملات تحريضية وشرسة ضد البشير المصطفى السيد لما يشكله من خطر حقيقي على زعامة عبد العزيز المراكشي للبوليساريو. يذكر أن البشير مصطفى حظي بلقاء «تاريخي» مع المرحوم الملك الحسن الثاني سنة 1989 بمراكش، بصفته رئيسا لوفد الجبهة المفاوض مع المغرب، عبر وساطة الرئيس الجزائري الشاذلي بن جديد، في لقاء يهدف إلى التوصل لحل سلمي متفاوض عليه، على صعيد الأممالمتحدة، حيث عبر البشير مصطفى السيد في تلك الفترة استعداد البوليساريو للتفاوض على مقترح الحكم الذاتي تحت سيادة المغرب. ويعد البشير مصطفى السيد شقيق الوالي مصطفى السيد مؤسس جبهة البوليساريو وأول رئيس لها.