في سابقة هي الأولى من نوعها منذ اندلاع نزاع الصحراء ، وتأسيس ما يسمى ب " الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية " في منتصف السبعينيات من القرن الماضي ، التقى مسؤولون كبار من الخارجية الأمريكية بقيادات من جبهة " البوليساريو " بواشنطن . وعلمت " الجريدة الأولى " من مصادر خاصة أن نائب وزيرة الخارجية المكلفة بقضايا الشرق الأوسط ، جانيت ساندرسون ، التقت يوم 12 فبراير الجاري ، بمقر وزارة الخارجية الأمريكية في واشنطن ، بأعضاء وفد " البوليساريو " المفاوض ، والذي كان يتكون من محفوظ علي بيبة ، رئيس الوفد ، ومحمد خداد ، منسق الاتصالات داخل الجبهة مع " المينورسو " ، وأحمد البوخاري ، ممثل البوليساريو لدى الأممالمتحدة ، ومولود سعيد ، ممثل الجبهة بنيويورك . وحسب المصادر نفسها فإن اللقاء الذي جاء في اليوم التالي لاختتام الاجتماع غير الرسمي بين المغرب و " البوليساريو " بمنطقة أرمونك ، قرب نيويورك ، تحت إشراف المبعوث الخاص للأمم المتحدة كريستوفر روس ، كان " لقاء تعارفيا " ، وجاء بطلب من الإدارة الأمريكية ، وتم خلاله استعراض آخر التطورات التي تعرفها القضية ، ومعرفة رأي جبهة " البوليساريو " في سبل إيجاد حل سلمي للنزاع . ونقلت المصادر نفسها عن رغبة الإدارة الأمريكية في أن تستمر مثل هذه اللقاءات في المستقل ، بعدما أعربت لوفد الجبهة عن أن " الباب سيبقى مفتوحا أمامهم " . وفيما اعتبر مراقبون غربيون سألتهم " الجريدة الأولى " أن مثل هذا اللقاء يجسد رغبة الإدارة الأمريكية في عهد الرئيسباراك أوباما الالتفات إلى هذا النزاع القديم ، رغم أنه لا يحتل جدول أولوياتها في الوقت الحاضر ، قللت مصادر مغربية من أهمية مثل هذا اللقاء ، ونقل عن المصادر نفسها قولها إن هذا اللقاء جاء في سياق استقبال الإدارة الأمريكية ، عشية اختتام الجولة الثانية من اللقاءات غير الرسمية بين المغرب و " البوليساريو " ، لأعضاء الوفود المشاركة في هذه الجولة ، بما فيها وفود الجزائر وموريتانيا ، وعندما سئلت هذه المصادر عما إذا كانت اللقاءات شملت أيضا الوفد المغربي ، اكتفت المصادر ، التي طلبت عدم ذكر اسمها ، بأن " الوفد المغربي يرأسه وزير الخارجية ، لذلك فإن اللقاء لو تم كان سيكون مع وزيرة الخارجية الأمريكية ، هيلاري كلينتون ، ومثل هذا اللقاء كان سيذاع وتتناقله وسائل الإعلام " على حد تعبيره . يذكر أن نائب وزيرة الخارجية الأمريكية المكلفة بقضايا الشرق الأوسط جانيت ساندرسون ، سبق لها أن شغلت منصب سفيرة سابقة للولايات المتحدةالأمريكية لدى الجزائر ، وتعتبر من الدبلوماسيين الأمريكيين القلائل الذين تفضل إدارة أوباما إسناد مهام لهم عندما يتعلق الأمر بمشاكل بين الإدارة الأمريكيةوالجزائر . وكانت آخر مهمة قامت بها جانيت إلى الجزائر يوم 24 يناير الماضي ، وذلك على رأس وفد أمريكي من أجل مناقشة عدة قضايا مع المسؤولين الجزائريين ، من أهمها مسألة وضع الجزائر ضمن لائحة الدول التي يخضع رعاياها لإجراءات مشددة في المطارات الأمريكية .