المتوقع أن تبت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم في ملف فريق اتحاد الخميسات لكرة القدم، الذي يعيش انقساما حقيقيا بسبب الانقلاب الذي طال رئيس النادي محمد الكرتيلي، بهدف إزاحته من دفة الحكم داخل الفريق الزموري، بعد 22 سنة من التسيير. ويأتي تدخل الجامعة كطرف في هذا الملف بعد توصلها بوصلي الإيداع القانونيين لطرفي النزاع المتمثلين في جناح الكرتيلي وأتباعه، وكذا الجناح الذي يطلق على نفسه تسمية «الحركة التصحيحية» والتي يقودها الكاتب العام السابق للنادي ادريس شيبار. وحسب مصادر خاصة، فإن تمكين طرفي النزاع من وصلي الإيداع القانونيين نبع من اقتناع السلطات العمومية للمدينة بكون الجمعين معا احترما المساطر الإدارية المعمول بها في مثل هذه الحالات، رغم أن الجمعين الاستثنائيين لم يمر عليهما سوى 24 ساعة، سواء الجمع الذي أزاح الكرتيلي من رئاسة النادي أو الجمع الذي زكاه كرئيس. وحسب مصادر من الجامعة الملكية المغربية فإن البت في هذا الملف صعب للغاية، على اعتبار أنه سيضع الجامعة في مأزق حقيقي نتيجة العلاقة المتوترة التي تربطها بالكرتيلي وعلى الخصوص رئيسها علي الفاسي الفهري، الذي لم يسلم من انتقادات رئيس اتحاد الخميسات على إثر ما أُطلق عليه «مؤامرة الجامعة ضد الفريق الزموري» والتي قادته إلى العودة إلى دوري الدرجة الثانية، مع ما استتبع ذلك من احتجاجات اتخذت منحى تصعيديا، كاد يحول القضية من طابعها الرياضي إلى آخر سياسي وعرقي. لكن عددا كبيرا من المتتبعين الرياضيين لم يخفوا ابتهاجهم بالضربات التي تلقاها الكرتيلي من الفاسي الفهري، وبعضهم شبه ما يحدث لرئيس الاتحاد بطباخ السم الذي كان أول من ذاقه، على اعتبار أنه هو من شرعن دخول الفاسي إلى فريق الفتح في وقت سابق، رغم أنه لم يكن يمتلك الشروط القانونية التي تمكنه من ترؤس النادي، وفي مقدمتها الانخراط لسنتين متتاليتين. وانطلاقا من كل هذه الحزازات فإن الجامعة ستجد نفسها أمام أحد أكبر الملفات الساخنة، رغم أن جميع المؤشرات تدل على أن التوجه العام لرئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم يسير في اتجاه مهادنة رموز العهد السابق، والذين سيطروا على الأندية المغربية من خلال استغلالهم السيئ لقانون المنخرط، بل واستثمروه بالكيفية التي صدر بها كسيف ظل مسلطا على الأندية وعلى كل من يرغب في اقتحامها، حتى إن بعض الرؤساء حولوا الأندية المغربية إلى محميات يستحيل اقتحامها أو حتى الاقتراب منها. ومن خلال ذلك فإن توجه الفهري يروم مهادنة هؤلاء في انتظار صدور القوانين الجديدة التي ستغير وجه الكرة في المغرب.