أوقفت وزارة التربية الوطنية المسؤولة على التربية غير النظامية في نيابة التعليم في الخميسات «خ. س.» إلى حين انتهاء التحقيق في حادث «تخلص» النيابة، يومي الأربعاء والخميس الماضيين، من عدة أطنان من الكتب الجديدة الخاصة بالتربية غير النظامية، عبر رميها في مطرح للأزبال قرب منطقة «القرادات» في الخميسات. وأكدت مصادر «المساء» أنه يُنتظَر أن تحل، اليوم الاثنين، لجنة وزارية عن الوزارة الوصية على القطاع بنيابة التعليم، لفتح تحقيق مفصَّل وللتدقيق في الحسابات وفي الميزانية التي خصصتها الوزارة لبناء مؤسسات تعليمية وإصلاح البعض منها، بالإضافة إلى الوقوف على الجمعيات التي تستفيد من هذه الكتب والتي تنشط في مجال محاربة الأمية، وعن السبب الحقيقي الذي جعل النيابة «تتخلص» من هذا الكم الكبير من الكتب، الذي كلف الوزارة ميزانية كبيرة تم هدرها بهذه الطريقة، حيث أكدت مصادر مقربة أن برنامج محاربة الأمية في الإقليم فاق بكثير ميزانية 800 مليون سنتيم وأن هدر هذه الميزانية بهذه الطريقة أمر «غير مقبول». وأكدت المصادر نفسها أن «مصائب قوم عند قوم فوائد»، حيث استغل السكان المجاورون للمكان هذه الكتب في الطبخ أو في تحضير الخبز، وهو ما ساعد كثيرا في تقليص هذه الكتب التي نقلت عن طريق شاحنتين وتم وضعها في مكانين مختلفين. ووصفت المصادر نفسها الحادث ب«الفضيحة»، التي هُدِرت فيها الملايين من السنتيمات وأن الأمر يستدعي فتح تحقيق والتقصي في ملابساته وحيثياته ودوافعه، لمعاقبة المسؤولين المباشرين وغير المباشرين، في وقت تعمل الحكومة والوزارة الوصية على صرف الملايين من السنتيمات لدعم التمدرس في العالمين القروي والحضري، عبر توزيع اللوازم المدرسية، تفعيلا لمبادرة «مليون محفظة». وكانت السلطات المحلية والدرك الملكي قد انتقلت، بعد علمهما بالأمر، إلى عين المكان، قصد البحث والتقصي في ملابساتها. وتساءل أحد المواطنين عن سبب التخلص من الكتب الجديدة بهذه الطريقة، «حيث كان من الأجدر تقديمها لمؤسسات اجتماعية ولجمعيات المجتمع المدني التي تهتم بمحو الأمية، ولِمَ لا التبرع بها لفائدة المؤسسات السجنية لإعادة تأهيل السجين». يذكر أن «المساء» اتصلت بالنائبة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية وأكدت لها أن الأمر لا يتعلق ب«أطنان من الكتب» وأن ما وقع لم يكن عن قصد من المسؤولين في النيابة ولا من المسؤولة عن التربية غير النظامية، بل إن ما حصل كان بسبب الإصلاحات التي تعرفها النيابة في مرآب السيارات الذي كان يضم هذه الكتب، وأن عمال البناء أخرجوا الكتب ومعها متلاشيات أخرى في المرآب، ظنا منهم أنها غير صالحة، وهو الأمر الذي لم يستشيروا فيه مع بعض المسؤولين في النيابة، علما أن بعض هذه الكتب غير صالحة للاستعمال فعلا، لأنها أتلفت أجزاء منها بفعل الأمطار التي تسربت إلى المرآب، وهو ما نفته مصادر مطلعة، لأن بعض الكتب كانت ما تزال مرتَّبة في عُلَب لم تفتح بعد.