خرجت، أخيرا، سلطات إقليمكلميم من المأزق الذي وضعها فيه احتجاج ساكنة دواوير «بوزنكاد» منذ سنة 2008 من جهة، وفي الوقت نفسه أخمدت، أول أمس، الاعتصام الذي تخوضه ساكنة «حاسي الكاح» على الطريق الوطنية رقم1 منذ يوليوز الماضي من جهة ثانية، حيث يطالب هؤلاء جميعهم بحقهم في الاستفادة من خدمة الكهرباء. وهكذا عرفت منطقة «بوزنكاد»، الواقعة جنوبكلميم على بعد 50 كلم، إنزالا أمنيا مكثفا شاركت فيه عناصر الدرك الملكي والقوات المساعدة إلى جانب مسؤولي السلطة المحلية والشيوخ والمقدمين، بهدف فك اعتصام الساكنة ونزع 6 خيام نصبوها منذ يوليوز 2008، حيث وقف المحتجون على مدى الشهور الماضية، في وجه الشركة المكلفة بإنجاز مشروع تزويد «حاسي الكاح» بالكهرباء، ومنعوا طيلة هذه الفترة نصب أي أعمدة بأرضهم ما لم يستفيدوا هُم أولا من هذه المادة الحيوية، مع العلم أن دواوير «بوزنكاد» و«حاسي الكاح» كلها تنتمي إلى جماعة أفركط، قبيلة أيت ياسين. وبعد ملاسنات ومشادات كلامية، لم تخلُ من اشتباكات بالأيدي ورشق بالحجارة من طرف المعتصمين الذين كان أغلبهم من النساء، كوّنت القوات العمومية دروعا بشرية لمنع المعتصمين من الوصول إلى مواقع الحفر التي سيتم فيها تثبيت الأعمدة الكهربائية، حيث باشر عمال الشركة المكلفة بإنجاز المشروع عمليات نصب حوالي 10 أعمدة كهربائية تحت حماية عناصر الدرك الملكي والقوات المساعدة، وقامت هذه الأخيرة بتفريق المحتجين ومطاردة بعضهم، واعتقال إحدى المعتصمات لمدة لم تتجاوز ساعتين، اعترفت خلالهما بأن رئيس الجماعة هو من حرّضها على الوقوف في وجه المشروع. وصبّ المعتصمون جام غضبهم على رئيس جماعتهم الذي اتّهموه أمام الملأ بكونه هو من حرّضهم منذ الأيام الأولى على الاستمرار في الاعتصام، والمطالبة بحقهم في الكهرباء ومنع الشركة من إنجاز عملها بأرضهم، وفي الأخير تنكّر لهم، ووقف موقف المتفرج في المأزق الذي ساهم هو نفسه في وضعهم فيه لأغراض انتخابية، يضيف المحتجّون الذين التقتهم «المساء» بموقع الاعتصام. ويرى بعض المتتبعين للشأن المحلي أن ضعف تكوين المجالس القروية، وعدم قيام سلطة الوصاية بدورها اللازم يساهم في خلق مثل هذه القلاقل، ذلك أن الدراسة التي تم إنجازها في اليوم الأول بهدف تزويد دواوير جماعة أفركط بالكهرباء أقصت عددا من المواطنين، ولم تدمج 8 دواوير ضمن الدراسة، وهو ما يجعل احتجاجهم واعتصامهم الذي استمر أكثر من 26 شهرا مبرّرا ومعقولا. وفي الوقت الذي كان يُصرح فيه بعض المسؤولين بكون التكلفة المالية لإنجاز مشروع تزويد ساكنة «بوزنكاد» بالكهرباء تصل إلى حوالي 700 مليون درهم، أنجز بعض أطر المكتب الوطني للكهرباء دراسة جديدة لتزويد دواوير «تاكتوبين، والمشيبيك، وبويفراضن، وتصغارين، وبوزنكاد، وتاكويامت، وأم الشبار» بالكهرباء، وحصرت التكلفة الإجمالية للمشروع في 280 مليون سنتيم، حيث تم توقيع اتفاقية في هذا الشأن حدّدت مساهمة وكالة الجنوب ووزارة الداخلية في 100 مليون لكل واحدة منهما، و65 مليونا للمجلس الإقليمي و15 مليون للجماعة المحلية لأفركط.