«كيندير حتى نقرا وأباؤنا في القهرة»، «لا تعليم بلا ماء ولا كهرباء»، «مقاطعة يا تلميذ لتحقيق المطالب»، بهذه الشعارات اختار عشرات التلاميذ، المتحدرين من دوار «حاسي الكاح» التابع إداريا للجماعة القروية «لافركيط» في إقليمكلميم، الإعلان عن مقاطعة الدراسة، في خطوة للفت انتباه المسؤولين إلى الوضع الذي يعيشونه بمعية أسرهم جراء «العزلة والحرمان من خدمات الماء والكهرباء والتطبيب». وذكرت مصادر من المنطقة أن قرار مقاطعة الموسم الدراسي الجديد، يأتي بعد ما يربو عن شهرين من الاعتصام المفتوح الذي ينفذه سكان دوار «حاسي الكاح» بالنقطة الكيلو مترية 30 من الطريق الوطنية رقم 1 الرابطة بين كلميم وطانطان، مشيرة إلى أن لجنة أوفدتها نيابة التعليم بالإقليم إلى المنطقة لثني التلاميذ وأوليائهم عن مقاطعة فصول الدراسة، إلا أنها لم تفلح في مسعاها بعد أن تمسكوا بضرورة الاستجابة للمطالب التي يخوض سكان الدوار من أجلها اعتصاما مفتوحا. إلى ذلك، هدد نحو 600 شخص من سكان دوار «حاسي الكاح»، بتنفيذ خطوة نقل الاعتصام المفتوح الذي يخوضونه منذ 26 يوليوز الماضي، بمعية أفراد أسرهم، إلى عاصمة المملكة. ووفق مصادر من المعتصمين، فإن الإقدام على خطوة الرفع من وتيرة الاحتجاجات والانتقال من المستوى المحلي إلى المركزي جاء بعد أن «ضاقوا ذرعا بالوعود التي يطلقها المسؤولون في ولاية جهة كلميم- السمارة بين الفينة والأخرى، بخصوص مطالبتهم بفك العزلة عن دوارهم، عن طريق ربطه بالشبكة الكهربائية، والطرق المعبَّدة الكافية وتوفير الماء الصالح للشرب وباقي متطلبات الحياة اليومية، من خدمات صحية وهاتف وغيرها». وأفادت المصادر ذاتُها أنه نتيجة معاناة سكان الدوار، اضطر عدد منهم إلى حمل أطفاله وباقي أفراد أسرته لتنفيذ اعتصام مفتوح، على بعد 70 كلم من مقر سكناهم، في «إشارة واضحة إلى حجم العزلة القاتلة التي يعيشونها، والتي تحول حياتهم إلى جحيم حقيقي»، مشيرة إلى أن تعثر استفادة الدوار من الكهرباء، بعد ما تقرر ذلك في إطار اتفاقية للمجلس الجماعي مع المكتب الوطني للكهرباء، حيث بدأت الأشغال منذ أكثر من ثلاث سنوات قبل أن يتم تعليقها، فجر احتجاجات ساكنة الدوار. وفضلا عن غياب خدمات الماء والكهرباء، يعاني الدوار، حسب المعتصمين، من نقص حاد في الخدمات الصحية، نتيجة عدم توفره على مستوصف صحي وسيارة إسعاف للحالات المستعجلة، ما يضطر المرضى إلى قطع مسافة 70 كلم لتلقي العلاجات في مستشفى كلميم، مشيرين في هذا الصدد إلى المعاناة المتكررة للحالات الحرجة وللنساء الحوامل اللواتي تتحول حياتهن إلى «جحيم» كلما شارفت إحداهن على عملية الوضع.