خاض منذ أسبوع حوالي 600 شخص من سكان منطقة حاسي الكَاح التابعة للجماعة القروية لافركيط بإقليم كَلميم،وقفات احتجاجية متكررة واعتصاما مفتوحا ضدا على تهميشهم وعزلتهم وحرمانهم من الماء الشروب والكهرباء والتطبيب والطرق وباقي الخدمات الأخرى مما حول حياتهم اليومية إلى جحيم حقيقي. هذا وكشف السكان في اعتصامهم الذي أقاموه على بعد 70كيلومترا من دوارهم (حاسي الكَاح) في شعاراتهم المرفوعة عن حجم معاناتهم اليومية التي لم تشفع معها شكاياتهم ورسائلهم العديدة الموجهة إلى المسؤولين بالإقليم والجهة لوضع حد لها وتمكين سكان الدوار من الإستفادة من كل الخدمات أسوة بباقي الدواويرالمجاورة لهم بذات الجماعة القروية. كما عبروا عن استغرابهم لعدم تحرك الجهات المعنية لكي تُكلف نفسها على الأقل عناء التنقل إلى المنطقة للوقوف على آثار التهميش التي طالت الدوار ومكابدة السكان لهذه المعاناة وحرمانهم من أبسط الشروط الضرورية للعيش والتي امتدت لأزيد من ثلاثة عقود من الزمن،كما صرح بذلك المتضررون،هذا في الوقت الذي استفادت فيه دواويرأخرى مجاورة بتلك الخدمات بالرغم من أنها أقل كثافة سكانية من دوار»حاسي الكَاح». وفي ظل التعتيم المضروب على مشاكلهم وعدم إيلاء المسؤولين المحليين أهمية لمطالبهم وشكاياتهم المتكررة،هدد المعتصمون بتصعيد الإحتجاج،والتنقل إلى الرباط،خاصة أنه ضاقوا ذرعا من الوعود الكاذبة التي ما فتئ المسؤولون بالإقليم وولاية جهة كلميمالسمارة يطلقونها في عدة مناسبات من أجل امتصاص غضب السكان لا أقل وأكثر. وإلى حد الساعة لازال السكان متمسكين باعتصامهم المفتوح،رغم عدة محاولات لثنيهم عن ذلك،سواء من قبل رئيس جماعة لافركيط أوالسلطة المحلية،إلى حين تنفيذ مطالبهم وعلى رأسها توفير الأمن لإتمام صفقة ربط الدواربشبكة الكهرباء والتي توقفت بها الأشغال منذ سنة تقريبا بسبب تعرض عمال الشركة المكلفة بذلك للإعتداء من طرف بعض الأشخاص الذين قال عنهم السكان:إنهم مدفوعون من بعض الجهات للحيلولة دون استفادة سكان حاسي الكَاح من الكهرباء في سياق تصفية حسابات قديمة. فمنذ توقف أشغال ربط الدواربشبكة الكهرباء من قبل الشركة التي حظيت بالصفقة،بقيت أعمدة الكهرباء متناثرة على جنبات الطريق يمينا وشمالا على طول العشرات من الكيلومترات في الوقت الذي يعيش فيه السكان على وقع الشموع إلى إشعارآخر،وعلى وقع الإعتصام المفتوح الذي شهد عدة إغماءات في صفوف النساء اللواتي تم نقلهن عبر سيارات الإسعاف للوقاية المدنية إلى مستشفى كَلميم .