يشهد إقليم بولمان، منذ عدة أيام، غليانا شعبيا في أكثر من منطقة وعلى مستوى عدة قطاعات حيوية، بسبب مطالب ملحة للسكان، مرتبطة برفع العزلة عنهم وتمكينهم من خدمات حيوية ذات صبغة اجتماعية وإدارية... وفي هذا الإطار خاضت النقابات الخمس الأكثر تمثيلية بإقليم بولمان إضرابا لمدة 3 أيام، مرفوقا بمسيرة احتجاجية من النيابة الاقليمية في اتجاه مقر العمالة، وذلك للمطالبة ب «تعميم الاستفادة من التعويض على المناطق النائية و العالم القروي»، باعتبار إقليم بولمان «ذي طبيعة قروية صعبة ومنطقة نائية، و يفتقر إلى الخدمات العمومية و يعاني منذ عقود من التهميش و الإقصاء» ... كما تم الإعلان عن إضراب مفتوح واعتصام بالنيابة إلى حين تحقيق المطالب المشروعة نهاية شهر أبريل الماضي. ويأتي هذا التصعيد، بعد مسيرة احتجاجية نظمها في وقت سابق رجال ونساء التعليم في اتجاه نيابة التعليم، وكذا بعد الإضراب الذي شنته نفس النقابات التعليمية يوم نهاية مارس الأخير،في خضم مطالبة شغيلة التدريس بتحسين أوضاعها الاجتماعية. غضب ومسيرات حاشدة من جهتهم، خرج العشرات من سكان قرية سكورة، يوم الأربعاء الماضي في مسيرة شعبية حاشدة، انطلقت من دواوير المنطقة صوب مقري القيادة والجماعة المحلية، ردد خلالها المشاركون شعارات منددة بمظاهر التهميش والإقصاء. وتتمثل مطالب سكان هذه المنطقة في «إعادة النظر في الإلحاق القسري لبلدة سكورة بميسور وإلحاقها بصفرو، على اعتبار أنها لا تبعد عن صفرو سوى ب 64 كيلومترا، بينما تبعد عن ميسور ب 140 كيلومترا، وإصلاح القناطر والسواقي التي دمرتها فيضانات السنة الماضية، وإصلاح الطرق التي يعود تاريخ إنجاز بعضها إلى سنة 1978، خاصة تلك الرابطة بين بولمان وسكورة، وتقريب الخدمات الاجتماعية الأساسية من السكان، كأداء فواتير الكهرباء وصرف معاشات المتقاعدين، دونما حاجة إلى قطع مسافات طويلة لقضاء هذه الأغراض البسيطة بمدينتي بولمان وميسور، وتقريب خدمة إعداد بطاقة التعريف، حيث يكلفهم إعدادها ما يفوق 500 درهم، بسبب السفر إلى ميسور وتلكؤ مصلحة الشرطة في إنجازها، فضلا عن ربط البلدة بشبكة الأنترنيت، إلى جانب مطالب أخرى خاصة بخدمات التطبيب والتمدرس... وعلاوة على ذلك، يطالب السكان بتنفيذ الوعود التي قدمها والي جهة فاس بولمان إثر الحوار الذي أجراه معهم عقب مسيرة العطش التي نظمها أهالي البلدة في السنة الماضية، حين تمكنوا من قطع 40 كيلومترا مشيا على الأقدام في اتجاه مدينة فاس. رفض النسيان من جهة أخرى، نفذ العشرات من متقاعدي الخدمة العسكرية والوظيفة العمومية، بإقليم بولمان، بداية الأسبوع الماضي، سلسلة من الوقفات الاحتجاجية، بمركز كيكو، احتجاجا على إهمالهم وحرمان بعضهم من تعويضات المعاش. ورفع المتقاعدون المحتجون خلال هذه الوقفات شعارات تندد بالحيف الذي يطالهم، بسبب هزالة تعويضات المعاش التي يتقاضونها، والتي لا تكفي بحسب رأي بعضهم «حتى لتسديد فواتير الماء والكهرباء، في مقابل ارتفاع مستوى المعيش اليومي، نظرا لارتفاع أسعار المواد الغذائية ومختلف الخدمات الاجتماعية». وعبر المحتجون المتقاعدون من العمل بالقوات المسلحة والقوات المساعدة والتعليم والصحة والجماعات المحلية، عن قلقهم الشديد من استمرار محنتهم مع معاشات بسيطة، يعاني بعضهم الأمرين في سبيل الحصول حتى على هذه المعاشات، بسبب تعقد الإجراءات الإدارية وتماطل بعض المصالح الإدارية في تسوية ملفاتهم. وأكد عدد منهم، أن ملوا من الذهاب إلى مدينتي بولمان والرباط، من أجل الحصول على تعويضات المعاش أو تسوية وثائقهم الإدارية، ما يدخلهم في دوامة اليأس والإحباط، دفعت بعضهم إلى التخلي نهائيا عن مجاراة تعقيدات ملفاتهم. وطلب المحتجون خلال وقفاتهم، التي يصرون أنها متواصلة وقد تشهد تنظيم مسيرة إلى عمالة الإقليم، من الإدارات المعنية بالعمل على إنصافهم، بعد أن قضوا سنوات عمرهم في العمل، ورد الاعتبار إلى كرامتهم، خاصة بعد أن لجأ بعضهم إلى التسول من أجل ضمان لقمة الخبز، حسب أقوال عدد منهم. احتقان متواصل بمدينة ميسور، يواصل المئات من نساء وشيوخ وأطفال قبيلة «إيكلي»، اعتصاما مفتوحا أمام مبنى عمالة الإقليم بمدينة ميسور، للأسبوع السادس على التوالي، للمطالبة ب «استرجاع الأراضي التي سلبت منهم من طرف جهات نافذة، باستغلال وضعية الأراضي السلالية التي يتصرفون فيها منذ أكثر من سبعة عقود». ويصر المعتصمون الذين افترشوا الرصيف المقابل للعمالة بأغطية منزلية هزيلة، ويتحملون قساوة البرد ومحنة التشرد، على الاستمرار في اعتصامهم إلى حين تدخل السلطات الإقليمية لإيجاد حل لقضيتهم، بعد أن وصل الحوار بين ممثليهم وعامل الإقليم إلى الباب المسدود. وسبق لثمانية معتصمين، من بينهم ست نسوة، أن تعرضوا بحر الأسبوع الأخير لإصابات، بعد أن أصابهم شخص كان يقود سيارته بسرعة جنونية بالشارع الذي يعتصمون فيه. ونقل عن شهود عيان أن صاحب السيارة من نوع «مرسيدس 250»، وهو أحد المتهمين بالاستيلاء على جزء من الأراضي السلالية التي يعتصم من أجلها سكان القبيلة، استغل احتشاد المحتجين وسط الشارع، وعمد إلى إطلاق العنان لسيارته، فأصاب بعض المعتصمين، حيث داس على اثنتين منهم، بينما علق صبي فوق مقدمة السيارة لمسافة تناهز 700 متر قبل أن يسقط مغمى عليه فوق الأرض