تعرف الإصلاحيات انتشارا واسعا لتعاطي المخدرات والحبوب المهلوسة يتم إدخالها باستعمال العديد من الطرق والوسائل والحِيل إذا لم يكن هناك تواطؤ من داخل الإصلاحية، وهذا له تأثير على صحة النزلاء وأمنهم وسلوكاتهم وتنشئتهم، خاصة منهم الأحداث، كما جاء في أحد التقارير المفصلة الذي أنجزته لجنة من فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بوجدة عن حالة السجناء بعد زيارتها لبعض “الإصلاحيات” بالجهة الشرقية. وتعتبر بعض هذه السجون “إفساديات” وليس “إصلاحيات” كما يحلو للبعض أن يسميها، إذ غالبا ما تفسد هذه الفضاءات سلوك النزلاء أكثر مما تصلحهم وتحولهم إلى مدمنين ومجرمين متخصصين. “دكاكين” لترويج جميع أنواع المخدرات والخمور وحتى “الدوليون” و”السيراج” والاتجار فيها ،حسب إفادة أحد العارفين بخبايا الأمور، الأمر الذي يُدرّ أرباحا كبيرة على مروجيها، الذين غالبا ما يكونون من المجرمين المتخصصين في هذا النشاط ويشتغلون بتنسيق مع شركاء لهم، خارج السجن أو داخله. اعتقلت عناصر الأمن الإقليمي التابعة لمصالح الشرطة القضائية بوجدة شخصا وبحوزته ثلاثة كيلوغرامات من الشيرا كان يحاول إدخالها إلى السجن المدني بمدينة وجدة. واستنادا إلى مصادر أمنية مطلعة، تعود تفاصيل الواقعة إلى حوالي الساعة الحادية عشرة من أحد أيام الزيارة، حين تمكن حراس السجن خلال المراقبة الروتينية لمؤونات نزلاء الإصلاحية بوجدة التي تمدهم بها الأسر والعائلات، خلال الزيارات اليومية، من ضبط شخص كان يحاول إدخال كمية المخدر المذكورة إلى أحد السجناء، وهي معبأة داخل صندوق مملوء بحلوى «ميراندينا». ومباشرة بعد العملية، تم إيقاف المعني بالأمر وإخبار مصالح الشرطة القضائية التي انتقلت إلى عين المكان وفتحت تحقيقا في النازلة بعد اعتقال الظنين قبل إحالته على العدالة رفقة نزيل السجن المكلف بترويجها. واختار الظنين تسريب المخدر عبر حلوى «ميراندينا» للونها البني الشبيه بلون مخدر الشيرا، و لقشرتها المكونة من الشكولاطة التي تلف الحلوى وتبدد رائحة الشيرا. وعمد الفاعل إلى حشو الحلوى بدقة بقطع من مخدر الشيرا على شكل كويرات صغيرة أو قطع من «الكاراميل» ثم تلحيمها بالشكولاطة المذوبة وتصفيفها داخل علبتها. وخلال عملية التفتيش التي يخضع لها النزلاء من طرف الحراس خلال مرحلتين قبل الزيارة وبعدها، سواء على مستوى الجسم أو القفة وما تحتويه، أثار انتباه أحد الحراس ثقل علبة الحلوى، فقرر تعريتها من غطائها وتفحصها ثم تكسيرها ليكتشف الحيلة ويعتقل صاحبيها ويحجز الحلوى/المخدر. تفكيك شبكة في الاتجار بالمخدرات أحالت عناصر الأمن الولائي، التابعة لمصالح الشرطة القضائية، في قضية جديرة بالأفلام البوليسية الأمريكية، على المحكمة الابتدائية بوجدة خمسة أشخاص من أجل تكوين شبكة إجرامية مختصة في التهريب الدولي للمخدرات والمشاركة واستعمال سيارات مزورة. وفي التفاصيل، توصلت نفس المصالح بإخبارية تفيد أن شخصا بإصلاحية وجدة، وهو من مواليد 1978، عازب وعاطل ومن ذوي السوابق العدلية ومحكوم بسنة ونصف حبسا نافذا، من أجل الاتجار في المخدرات والخمور، يقوم بالإشراف على عمليات الاتجار في الأقراص المهلوسة من داخل السجن عبر هاتفه النقال. ولتفكيك لغز الشبكة والإيقاع بعناصرها، قامت عناصر الشرطة القضائية بحبك خطة محكمة للإيقاع بالسجين التاجر وشركائه الخارجيين، حيث قام أحد الأشخاص بربط الاتصال بالمعني بالأمر الموجود بالسجن مُوهِماً إياه بأنه يرغب في اقتناء كمية من الأقراص المهلوسة. وبالفعل طلب السجين مهلة نصف ساعة لتدبير الصفقة قبل أن يتصل هاتفيا من داخل الإصلاحية بشخص ثان حِرَفي بمدينة وجدة يطلب منه تحضير خمس علب من 40 قرصا طبيا من نوع «ريفوتريل» (القرقوبي) ويتسَلَّم مقابل ذلك 1100 درهم. وبعد اتصال الزبون المفترض مرة ثانية، قام السجين بإخباره بعنوان دكان الحِرفي حيث كانت تتمّ هناك كل العمليات المتعلقة بترويج الأقراص المهلوسة. قامت عناصر الشرطة القضائية باعتقال الحرفي، البالغ من العمر 27 سنة، متلبسا بتسليم الأقراص للزبون المزيف. وخلال البحث والتحقيق، دَلَّهُم على المزود المغربي القاطن بدوار «لعراعرة» بناحية بني درار بوجدة حيث انتقلت عناصر الشرطة واعتقلته ببيته حيث عثرت بعين المكان على ثلاث سيارات مزورة الصفائح ومعدة للتهريب. وبعد إخضاع المزود المغربي، وهو من مواليد 1986، عازب وعاطل، للبحث اعترف بالمنسوب إليه، حيث قال إنه يقوم بتلقي العروض من زبائن قبل أن يتصل بالمزود الرئيسي وهو من أصل جزائري ليطلب منه الكمية المطلوبة، التي يقتنيها بالشريط الحدودي ليوزعها بعد ذلك على الراغبين. ومن جهة أخرى، أسفرت التحريات عن إيقاف شخصين اثنين آخرين متورطين في نفس النشاط. و قد تم تحرير مذكرة بحث دولية في حق الجزائري، مع العلم أن الشرطة القضائية الجزائرية لا تقوم بأي مجهود للتعاون في هذا الشأن. وعبر أحد المسؤولين الأمنيين عن استغرابه لاستعمال الهواتف النقالة بالسجن. تسريب الأقراص المهلوسة ذكرت مصادر أمنية أن عناصر الشرطة القضائية التابعة للأمن الولائي بوجدة أحالت على العدالة يوم الأحد 8 مارس الماضي شخصين من أجل حيازة مخدر الشيرا والأقراص المهلوسة وتسريبها إلى الإصلاحية عبر بعض المواد الغذائية من المؤونة التي يتم تصريفها للنزلاء . وتعود تفاصيل الواقعة بعد ضبط حراس إصلاحية وجدة خلال الزيارات العادية يوم السبت 7 أبريل شخصين من مواليد 1981 و1985 على التوالي، بعد قيامهما بتسريب كمية من المخدرات إلى صديقهما السجين البالغ من العمر 30 سنة عبر علب من الشكولاطة. وعمد الموقوفان إلى حشو قطع الشكولاطة بكميات من مخدر الشيرا على شكل قطع صغيرة، وأقراص من حبوب الهلوسة «ريفوتريل» (القرقوبي)، لكن شكوك الحراس حالت دون وصولها إلى هدفها بعد أن وصل إليهم خبر توفر النزيل على كميات من المخدر يقوم بترويجها داخل الإصلاحية مقابل مبالغ مالية مضاعفة عما هو عليه خارج السجن، فشددوا الحراسة والمراقبة. وتم العثور بحوزة السجين على 60 غراما من مخدر الشيرا و26 قرصا مهلوسا من نوع ريفوتريل (القرقوبي) بعد إخضاعه لعملية التفتيش عقب نهاية الزيارة. للإشارة، ليست هي هذه المرة الأولى التي يتم فيها إدخال المخدرات إلى الإصلاحية حيث تم ضبط قبل ذلك عدة عمليات مماثلة استعملت فيها طرق متعددة، منها تسريب المخدرات عبر الخبز أو الدجاج المشوي مثلا. شيرا داخل دجاجة مشوية تمكنت عناصر الشرطة القضائية التابعة للأمن الإقليمي بتاوريرت من إفشال محاولة تسريب كمية من مخدر الشيرا إلى السجن وسط دجاجة مشوية. وقد تمكنت نفس العناصر من الاهتداء إلى الفاعل من خارج السجن الذي تمكن من الهروب، والذي حاول تسليمها إلى أحد السجناء بداخله حيث تم إخضاع هذا الأخير إلى البحث والتحقيق قبل إحالته على العدالة، فيما تم تحرير مذكرة بحث في حق شريكه الفار. وعمد الفاعل إلى حشو دجاجة بمخدر الشيرا بعد شوائها، واضعا وسط هذه الأخيرة قطعا صغيرة بين اللحم والعظام، وقام بملء جوف الدجاجة بكمية من الأرز المطهو في مرقه حتى يتم تبديد رائحة المخدر، ثم قام بلفّ الدجاجة في ورق الألمنيوم حتى تحتفظ بحرارتها ويتم تمويه الحراس بأنها جاءت مباشرة من مطعم للدجاج. وبعد تسلم السجين المؤونة من صاحبه وهمّ بالدخول إلى ساحة السجن قادما من قاعة اللقاءات، أخضع الحراس المواد لعملية تفتيش بعدما ساور الشكّ أحدهم عندما لمس الدجاجة فلاحظ ارتعاش السجين وارتباكه، فقرر فحصها من خلال تقسيمها إلى أجزاء ليعثر على قطع مخدر الشيرا أمام السجين المصدوم. إدخال الشيرا داخل حبات الزيتون تمت إحالة امرأة على العدالة بعد أن تم ضبطها متلبسة في محاولة إدخال 30 غراما من الشيرا إلى السجن المدني كانت تخفيها داخل الأكل، وكانت تنوي تزويد زوجها، الذي يقضي عقوبة حبسية بالمؤسسة المذكورة، بكمية من مخدر الشيرا وسط مواد غذائية. وعمدت الفاعلة إلى اقتلاع نواة حبات الزيتون وتعويضها بكويرات من الشيرا وإغراقها في المرق. احتجاج لنزلاء إصلاحية الناظور عرف السجن المحلي بالناظور، خلال شهر يوليوز الماضي، موجة من الغضب والاستياء والاحتجاج لدى السجناء وأسرهم بعد إقدام إدارة السجن على تشديد المراقبة على المواد الغذائية، خاصة منها الخضر طبقا لقائمة بالأصناف المسموح بولوجها إلى داخل الإصلاحية، ومنها الطماطم والبصل والخيار، ومنع بعض المواد والمنتجات، التي ألف هؤلاء النزلاء استهلاكها، خاصة خلال فصل الصيف، تفاديا لتسريب الممنوعات، طبقا للائحة الأغذية والخضر المحددة والمعتمدة لدى المديرية العامة لإدارة السجون، و التي تنص عليها كافة القوانين الداخلية المعمول بها داخل سجون المملكة. يشار إلى أن السجن المحلي بالناظور شهد عمليات فرار لبعض النزلاء ومروجي المخدرات تورط فيها حراس ومسؤولون بنفس السجن، وقد أسفر البحث والتحقيقات عن تورط مدير السجن السابق ومساعدين في ملف يتعلق بشبكات تهريب المخدرات. كما تحدثت الأخبار عن خروقات خلال السنوات الأخيرة تتعلق بمنح امتيازات خاصة لبعض ذوي الحظوة كتخصيص حجرة منفردة لهم بمواصفات مقبولة، إضافة إلى استعمال الهاتف وبعض الكماليات.