اعتقلت مصالح الأمن بالرباط أخيرا أحد أخطر مروجي الأقراص المهلوسة في صفوف الشباب بعدد من المدن المغربية. واستنادا إلى بعض المصادر، فإن المعني بالأمر، والذي يبلغ من العمر 34 سنة، كان يقتني كميات كبيرة من الأقراص، التي تخصص لعلاج بعض حالات المرض النفسي من الصيدليات عن طريق وصفات طبية مزورة، ويعمل على بيعها لمروجين صغار يتولون تصريفها بالتقسيط إلى الشباب. وكان المعني بالأمر، حسب بعض المصادر، يطوف بدراجته النارية على عدد من الصيدليات ويدلي بوصفات طبية مزورة للحصول على الأقراص. وفي حالة كثرة الطلب -تضيف المصادر- يلجأ إلى صيدليات بمدن أخرى من أجل توفير طلبات زبائنه. وحسب التحقيق الأولى، فإن المروج، الذي يقطن بحي البيتات الشعبي بالعاصمة الرباط، كان يستعمل أختاما مزورة لختم وصفات تحمل أسماء لأطباء وهميين، ويتوجه بنفسه إلى الصيدليات لاقتناء الأقراص. ولم يخف المعني بالأمر في اعترافاته أنه كان يتردد على صيدليات مختلفة بعدد من المدن المغربية، خاصة الدارالبيضاءوالرباط وفاس ومكناس... لتنويع مصادر تزويده بالأقراص من جهة، ولدرء الشبهات من جهة أخرى. وأفادت بعض المصادر المقربة من التحقيق، بأن المعني بالأمر كان يضمن الوصفات أرقام هواتف حقيقية تعود إليه، بحيث يجيب عن اتصالات عدد من الصيدليات التي تريد التحقق من هوية الطبيب كاتب الوصفة، ويؤكد لهم أنه طبيب مختص في علاج الأمراض النفسية والعصبية في مدينة معينة، وأنه هو فعلا من كتب الوصفة الطبية للمريض المدون اسمه على الوصفة. إلى ذلك، حجزت مصالح الأمن لحظة مداهمتها لبيت المروج خاتمين مزورين، إلى جانب 60 وصفة طبية مزورة تحمل أسماء أقراص محظور اقتناؤها بدون إذن الطبيب. كما حجزت عناصر الأمن -التي ظلت تتعقب خطوات المعني بالأمر، والذي يعيش رفقة عائلته لمدة أسابيع- أوراقا في شكل وصفات، تحمل عناوين وأسماء أطباء وهميين، كان المروج يهيئها لتصير وصفات طبية مزورة. وكشفت المعطيات الأولية المرتبطة بالقضية أن المروج كان يحصل على كميات كثيرة من الأقراص المهلوسة قد تصل إلى 1200 قرص في اليوم، بحكم أنه مزود رئيسي لعدد من المروجين بالتقسيط. وأكدت الأبحاث أن هذا الأخير لم يكن يروج الأقراص بالتقسيط وإنما كان يتعامل مع مزودين صغار يتولون بيع الأقراص للشباب. وتبعا لذلك، اعتقلت مصالح الأمن أيضا أحد المروجين ممن كانوا يتعاملون مع المعني بالأمر، والذي كان ينشط بحي يعقوب المنصور بالرباط. وكانت مصالح الأمن بالمنطقة تلقت بلاغات بخصوص انتشار الأقراص المهلوسة بعدد من الأحياء الشعبية، حيث يقطن المزود الرئيسي، وارتفاع عدد الشباب المتعاطي لها. ومن خلال الأبحاث، تم التوصل إلى المعني بالأمر، والذي كان شابا منعزلا يعيش رفقة عائلته ببيت متواضع، يعمل لوحده من أجل جلب الأقراص قبل أن يصرفها لفائدة مروجين بالتقسيط يتولون بدورهم بيعها لشباب الحي والمناطق المجاورة.