عبّر عشرات الصناع والحرفيين بمدينة كلميم عن انزعاجهم من الزحف المتواصل للباعة العشوائيين الذين يحتلون الشوارع العمومية بالمدينة وأهمّ أرصفتها، مما يجعل منتوجاتهم أمام منافسة غير شريفة أمام تلك المستوردة «الرخيصة» والضعيفة الجودة، بل أصبحت هذه المنتوجات تُعرض أمام محلات الحرفيين أنفسهم دون أن تحرك السلطات المعنية ساكنا، وكأنها تريد لمدينة كلميم أن تستمر على إيقاع هذه «الفوضى»، يصرح أحد الحرفيين. ووجد العشرات من المنتسبين إلى قطاع الصناعة التقليدية بالمدينة والأقاليم المجاورة الفرصة مناسبة لتجديد طرح عدد من الإشكاليات التي تؤرقهم، خلال اللقاء التواصلي الذي نظمته كتابة الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية، الخميس المنصرم بكلميم، بتنسيق مع مندوبية الصناعة التقليدية بجهة كلميمالسمارة، وانتقد بعضهم عدم تواصل السلطات المحلية والمنتخبين مع الصناع التقليديين، مع التأكيد على الغياب شبه التام للمعارض التي تشكل متنفسا للصانع التقليدي. وطالب المتدخلون بإيجاد صيغة ملائمة تمكن الصانع التقليدي من تأمين التقاعد، والاستفادة من خدمات التغطية الصحية، وتمتيع كبار الصناع التقليديين بامتيازات معقولة نظير حفاظهم على روح هذه الصناعة وتوريثها للأجيال. وعلى الصعيد المحلي انتقد بعض الحرفيين من يمثلهم بغرفة الصناعة التقليدية من المنتخبين جهويا وإقليميا، وقالوا إنهم دون مستوى تمثيلهم، وانتقدوا غياب مبادرات واضحة تعبر عن اهتمام هؤلاء بمعاناتهم والدفاع عن مصالحهم، وبالغ البعض عندما طالب بإزالتهم في أسرع وقت، وانتخاب آخرين مكانهم. إلا أن مدير المحافظة على التراث والابتكار والإنعاش بقطاع الصناعة التقليدية، محمد سائري، انتقد هذا الموقف، وقال، وهو الذي أشرف على هذا اللقاء، إن هؤلاء المنتخبين لم يُفرضوا على الحرفيين، بل تم انتخابهم بإرادتهم، والذين ينتقدونهم اليوم هم من صوّت عليهم بالأمس، وإذا ما أخطؤوا في اختيارهم فيجب أن يؤدّوا الثمن. وعلى صعيد آخر، جدّد الصناع التقليديون إثارة مطلب توفير المادة الأولية، الفضة على الخصوص، بأثمنة مناسبة، مع أن تنكب الوزارة المعنية على تسطير برامج لتأهيل وتكوين المزاولين للحرف التقليدية حتى تكون في مستوى تطور السوق، فضلا عن دعم المشاريع المقدمة من بعض الصناع والحرفيين في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. من جانبه، أعلن المسؤول المركزي المذكور عن قرب إطلاق برنامج يستهدف العالم القروي بإحداث فضاء «دار الصنعة» من المنتظر أن يتم تجهيزه بوسائل العمل التقنية اللازمة، ليكون رهن إشارة الصانعات التقليديات بالمناطق القروية التابعة لإقليم كلميم. وحسب معطيات توصّلت بها «المساء» فإن عدد الصناع التقليديين بإقليم كلميم يناهز 4000 صانع وصانعة يمارسون مختلف الحرف الفنية الإنتاجية والخدماتية، وينتظمون في ما لا يقل عن 25 تعاونية، و30 جمعية، إلا أن مدينة كلميم، حاضرة جهة كلميمالسمارة، لا تتوفر على مجمع للصناعة التقليدية يليق بحجم الجهة وغنى موروثها الثقافي وعراقة الصناعة التقليدية بها، ولا تتجاوز الطاقة الاستيعابية للبناية التي تم إنشاؤها سنة 1978، والتي يعتبرها المسؤولون «مجمعا للصناعة التقليدية»، 26 محلا، وتقتصر الحرف المزاولة في هذه المحلات على الصياغة والمصنوعات الجلدية.