هرع ممثلون عن السلطة المحلية وكذا المصالح الأمنية بالدار البيضاء، نهاية الأسبوع المنصرم، الى أحد الشوارع القريبة من حي باشكو، حيث تم اكتشاف كتابات حائطية جاء فيها «أنقذنا يا جلالة الملك من بطش المسؤولين..لا للتشرد العائلي». وحسب شهود عيان فإن عددا من مسؤولي السلطات المحلية انتقلوا رفقة رئيس الدائرة الأمنية لباشكو إلى طريق تادارت بمحاذاة حي باشكو الصفيحي، الذي يجري ترحيل ساكنته نحو شقق بحي سيدي معروف. وهكذا عاينت الأجهزة المسؤولة كتابات حائطية باللون الأحمر فوق أحد الجدران، والتي كانت تحمل عبارة تقول «أنقذنا يا جلالة الملك من بطش المسؤولين..لا للتشرد العائلي». وحسب مصادر مطلعة فقد عمد أعوان السلطة إلى مسح هذه الكتابات الحائطية بعد أن قامت عناصر من الشرطة التقنية والعلمية بأخذ صور فوتوغرافية لهذه الكتابات. وذكر مصدر مطلع أن هذا الحادث، الذي يتزامن مع الزيارة الملكية للمدينة، خلف حالة هلع وسط مسؤولي الشأن العام بالمدينة مخافة انتقال عدوى اللجوء الى الكتابات الحائطية إلى أحياء صفيحية أخرى وأحياء تعيش على الهامش كوسيلة احتجاج والتعبير عن معاناة السكان. ولم يستبعد مصدرنا أن يكون سكان حي باشكو لجؤوا إلى خيار الكتابة على الحائط كأداة لإيصال أصواتهم إلى الملك، والذي غالبا ما يقوم بخرجات خاصة، بعيدة عن البروتوكولات الرسمية، إلى عدد من المناطق والأحياء الشعبية. واستنفر هذا الحادث مختلف مصالح الأجهزة الأمنية، إذ أفاد مصدر مطلع في هذا السياق أن مصالح الاستعلامات العامة وكذا الشرطة القضائية و«الديستي» نشرت مخبرين بمحيط حي باشكو في محاولة للتعرف على من يقف وراء هذه الكتابات الحائطية، فيما أفادت مصادر أخرى أن بداية الأسبوع الأخير شهدت أيضا اكتشاف كتابة حائطية أخرى تتضمن عبارات مشابهة يناشد عبرها سكان الحي الملك للتدخل وضمان حقهم في السكن اللائق بعيدا عن تلكؤ مسؤولي المدينة. جهات أخرى مقربة أفادت أن هاجس اكتشاف كتابات حائطية أخرى سيشكل كابوسا حقيقيا يقض مضجع مسؤولي العاصمة الاقتصادية طيلة مدة الزيارة الملكية. وشكل ظهور هذه الكتابات الحائطية على الجدران حالة هلع وسط الأجهزة الأمنية ومسؤولي المدينة ومختلف المصالح المسيرة للشأن العام، والسبب أن كبار المسؤولين أعربوا عن تخوفهم من أن يتحول هذا الأسلوب في الاحتجاج إلى «موضة» جديدة لدى المواطنين المتضررين في أكثر من منطقة.