يبدو أن بورصة الدارالبيضاء تعيش منذ فترة ليست بالقصيرة انتعاشة ملحوظة تمثلت في حجم التداولات الذي فاق خلال الشهر الماضي أكثر من ملياري درهم كمتوسط يومي، بالإضافة إلى الرسملة السوقية التي عرفت بدورها نموا لا بأس به حيث ربحت أكثر من 3 مليارات من الدراهم في ظرف شهر واحد، وانتقلت من 569 مليار درهم في أول شهر يوليوز إلى 572 مليار درهم بداية هذا الشهر. الشهر الذي ودعناه تميز بتداعيات أهم حدث عرفه سوق القيم خلال هذه الفترة، ويتعلق الأمر بطرح أسهم الشركة التونسية «النقل» للاكتتاب ببورصة الدارالبيضاء، بعد فترة فاقت العامين تميزت بعدم ولوج أي شركة للبورصة، وبالتالي كان لعملية الولوج هاته خلال شهر يونيو المنصرم انعكاسات جيدة بعد شهر من طرح الأسهم، إذ ضخت هذه العملية نفسا جديدا في السوق وذلك بتزامن مع طرح نفس أسهم الشركة التونسية ببورصة تونس، وهي أول شركة أجنبية تنخرط في مسلسل للإدراج في سوق القيم المغربي بطرح 3 ملايين سهم، أي ما نسبته 10 في المائة من رأسمالها، فيما طرحت 30 في المائة في بورصة تونس، كما أن سوق الكثل عرف خلال شهر يوليوز المنصرم تداولات بأكثر من 13 مليار درهم. ورغم أن الشهر المنصرم سجل استقرارا في مؤشري البورصة، إلا أن الأداء السنوي لا يزال مرتفعا منذ يناير 2010، حيث سجل وإلى غاية نهاية الشهر الماضي نسبة 12.82 في المائة بالنسبة لمؤشر مازي الذي يعكس أداء جميع الأسهم المدرجة، و13.61 في المائة لمؤشر ماديكس الذي يعكس أداء الأسهم الأكثر نشاطا بالبورصة. 31 شركة فقط من ضمن 74 المدرجة بالبورصة عرفت أسهمها خلال شهر يوليوز ارتفاعات طفيفة لم تتعد 17 في المائة حققها الوافد الجديد، أي الشركة التونسية «النقل»، حيث ارتفع سعر السهم ب 16.47 في المائة وربح 10 دراهم خلال 12 حصة من التداولات، يأتي في المرتبة الثانية سهم «أوطو نجمة» بنمو فاق 12 في المائة وربح السهم حوالي 200 درهم في ظرف شهر، أما أسهم 43 شركة المتبقية فعرفت مستويات متباينة من الانخفاض حيث وصل بعضها إلى أكثر من 31 في المائة والتي تكبدها سهم «بيرليي المغرب» بتقهقر وصل إلى 31.20 في المائة ليخسر السهم أكثر من 110 دراهم، ثم سهم «ميكروداتا» الذي هوى بحوالي 20 في المائة و سهم «إينفوليس» بما يناهز 12 في المائة.