سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
صحف فرنسية تخصص صفحاتها للحديث عن دور «العربي بنمبارك» في هزيمة المنتخب الفرنسي أمام نظيره المغربي بالبيضاء المغرب يشهد تنظيم «رالي» سنوي لسباق السيارات البخارية
اهتمت الصحف القريبة من الحماية الفرنسية بواقع المدن الكبرى المغربية، الاقتصادي والاجتماعي والسياسي، خلال ثلاثينيات القرن الماضي. ومن بين هذه الصحف، نجد جريدة «السعادة» التي كانت تصدر من الرباط. كيف عالجت هذه الصحيفة قضايا الشأن المحلي لمدينة الدارالبيضاء، العاصمة التجارية للمغرب، في ثلاثينيات القرن الماضي؟ وكيف كانت تدار شؤون هذه المدينة قبل 80 سنة من الآن؟ شكل انهزام الفريق الثاني لفرنسا أمام المنتخب المغربي، في أبريل من سنة 1937، صدمة كبرى في الأوساط الفرنسية، ونقلت الجرائد الفرنسية هذا الحدث بنوع من التذمر. وفي محاولة لرصد مجمل ما قيل إعلاميا حول الحدث، أوردت جريدة «الساعة»، بتاريخ 17 أبريل 1937، مخلصا عن المقالات التي كتبتها الصحف الفرنسية والتي أشادت بلاعب المنتخب المغربي الجوهرة السوداء العربي بنمبارك. وجاء في مقال لجريدة «لانترانسيجان»: «سافر فريق فرنسا الثاني إلى الدارالبيضاء ليسجل لنفسه خيبة لا غبار عليها أمام فريق المغرب المتقدم في السرعة. فقد وقع الغلب على فريقنا الذي انهزم بأربع إصابات لاثنتين». وذكرت الجريدة أن «المغاربة يلعبون بنقل الكرة بين اللاعبين بخفة، بينما كان اللعب الفرنسي واضحا للغاية، حيث تعذر على خطوطنا الأمامية الوصول إلى شباك المنتخب المغربي لخفة الحارس المكي وحرارته النادرة». وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أن السبب في انتصار المنتخب المغربي يعود إلى المدرب «كليروان» وتفوق العربي بنمبارك على الدفاع الفرنسي، وأن المنتخب المغربي كان متفوقا في انتصاره نظرا إلى جدية دفاعه وهجومه. وفي سياق حديث الصحف الفرنسية عن انهزام المنتخب الفرنسي بالدارالبيضاء، كتب مبعوث صحيفة «باري سوار»، قائلا: «يجب الآن إيفاد فريق فرنسا الأول إلى المغرب وإذا كانت في المباراة صعوبة، فالأحسن عدم إجرائها». وأرجعت الصحيفة ذلك إلى أن «فريق المغرب يتألف من رياضيين لهم قيمتهم وجديرين بهذا النجاح. فهو، إذن، يتكون من فنيين خبراء كما في الجنوب الأمريكي». وقال مبعوث الجريدة: «لقد رأيت بأم عيني شابا مغربيا (العربي بنمبارك) لا نظير له عندنا. طبعا، فقد كان يلعب على أرض يابسة (متربة) تعودها وماذا عساها، يا ترى، تكون النتيجة إذا ما لعب في أرض مطبوعة فيه وله مقدرة عظيمة على التلاعب بالكرة، فهو يلعب على خطى الرياضي المشهور «موك» بالنمسا، والخلاصة أن هذا العربي كان مشرفا في المباراة». على صعيد آخر، شهد المغرب، نهاية العقد الثاني من القرن العشرين، «رالي» للسيارات البخارية يشرف على تنظيمه سنويا «نادي السيارات بالبيضاء». وهكذا، نظم النادي بتاريخ 17 مايو 1931 المسابقة السنوية الكبرى للسيارات البخارية. وحسب خبر أوردته جريدة «السعادة»، فإن هذا السباق فاق سابقيه، في إشارة إلى المسابقات التي كانت تنظم من طرف النادي. ومن أجل إنجاح هذه التظاهرة، خفضت شركة السكك الحديدية إلى النصف ثمن تذاكر السفر للجماهير بكل من فاس ومكناس وسيدي قاسم وسوق أربعاء الغرب والقصر الكبير وطنجة والقنيطرة وسلا والرباط وفضالة وخريبكة من أجل تتبع أطوار هذا السباق السنوي. وفي سنة 1932، انطلق السباق من شارع آنفا، ودخلت حوالي 20 سيارة السباق، حيث كان على المتسابقين قطع حوالي 416 كيلومترا، وهي المسافة التي قطعها المتسابق الأول في ظرف ثلاث ساعات و19 دقيقة و20 ثانية. ونال الجوائز المقدمة من الملك الراحل محمد الخامس كل من «لوهو» الذي دخل في الصف الأول ونال مكافأة مالية قدرها حوالي 40 ألف فرنك، فيما خصص للمتسابق الثاني مبلغ 20 ألفا والثالث 15 ألفا والرابع 10 آلاف والخامس5 آلاف.